تحضر ذكرى عيد الاستقلال المجيد
في محطتها الستين لتعيد ذاكرة التاريخ و
البناء الموصول ، تاريخ بني على تضحيات ملك و شعب و التحام أمة عظيمة ارتبطت
بالعرش ارتباطها بالوطن و ضحت بارواحها فداءا لهذا الوطن و لملكه المغفور له محمد
الخامس قدس الله روحه الذي قدم أغلى التضحيات في سبيل استقلال المغرب و رغم الهزات
القوية التي تعرض لها المغرب من طرف المستعمر الفرنسي و الاسباني لم تنل من عزيمته
شيئا بل زادته قوة و ايمانا بقضيته الوطنية و بمقدساته و بملكه الذي حاول المستعمر
جاهدا ضرب هذا الارتباط و تمزيق وحدة المغرب و المغاربة من أجل الهيمنة و طمس
الهوية لكن وحدة المغرب و تلاحمه ملكنا و شعبا دفعت المستعمر الى نفي بطل التحرير
المغفور الملك محمد الخامس و اسرته الى كورسيكا ثم الى مدغشقر معتقدين ان نفيه
سيطفئ نيران المقاومة و يهدئ الوضع بالمغرب الامر الذي اجج انتفاضة المغاربة التي عمت كل المدن المغربية و التي كشفت
للمستعمر ان ارتباط المغاربة بملكهم و رمز وحدتهم ارتباط لا ينفك عراه و ابانت عن
صور التلاحم بين العرش و الشعب .
ان كفاح المغاربة و صمودهم و
ارتباطهم برمز الامة المغفور له محمد الخامس قدس الله روحه و رفضهم للاستعمار عجل
بهذا الاخير و جعل السيادة مغربية و فشلت كل مخططات المستعمر الرامية الى تمزيق
وحدته لتعلن عن استسلامها و الرضوخ لقوة الشعب و تلاحمه مع ملكه لتكون عودة
المغفور له محمد الخامس و اسرته الى المغرب اعلانا مشهودا على قوة المغرب ملكا و
شعبا وعلى رفض الاستعمار و الاعلان عن استقلال البلاد ليكون بالتالي يوم 18 نونبر
1955 محطة مفصلية في تاريخ المغرب ، المغرب الحر الذي دافع عن قضيته و استمات في
ذلك و لم تهزه رياح المستعمر بل زادته قوة لينخرط في مرحلة بناء مغرب الاستقلال .
ان الاحتفال
بهذا اليوم المشهود في تاريخ المغرب يعيد المحطات الاساسية التي مر منها المغرب و
يبرز قوته في مواجهة الشدائد و يكرس ثقافة التضحية من اجل هذا الوطن الغالي الذي
من اجله بطل التحرير محمد الخامس و اسس لمغرب الاستقلال ، ليأتي فصل آخر من تاريخ
المغرب مع المغفور له الملك الحسن الثاني مبدع المسيرة الخضراء و مسترجع الصحراء
المغربية من يد المستعمر الاسباني على ان مسيرة النضال متواصلة مع صاحب الجلالة
الملك محمد السادس نصره الله و ايده باني المغرب الحديث .