الحلقة – 2 –
لم تكن الحركة الشعبية باقليم الفقيه بن صالح اكثر
حظا من غيرها من الاحزاب السياسية في
حيازة غالبية الاسهم في بورصة الفقيه بن صالح ...فحجم التداول يعكس بجلاء تراجع
مؤشراتها بفعل المزايدات و صراع الاقطاب السياسية التي تعتمد في اصولها على سيولة
من نوع خاص .
فالحمامة بعدما ملأت حوصلتها من سنابل الفقيه بن صالح
التي لم تثمر جيدا بفعل عوامل مناخية صعبة خاصة دائرة بني موسى لم تترك للحركة
الشعبية ما يكفي لضمان موسم انتخابي جيد وتتخندق في رتبة ثالثة بعد التجمع الوطني للاحرار و الاتحاد الاشتراكي
للقوات الشعبية.
صراع بين قطبين جمعتهما الحركة الشعبية في وقت سابق و
لمت شملهما في عدد من المحطات الانتخابية ضمنت
بهما غالبية الاسهم الرائجة ببورصة الانتخابات بالفقيه بن صالح محمد مبديع الوزير
و رئيس بلدية الفقيه بن صالح و الحاج ابراهيم فضلي شيخ المنتخبين بجهة تادلة
ازيلال سابقا ،صراع القطبين كلف الحركة الشعبية بالإقليم خسارة عدد من الجماعات
الترابية حيث شكل انضمام الحاج ابراهيم فضلي لحزب الحمامة صفعة قوية ل امحند
العنصر الذي حاول جاهدا طي صفحة الخلافات بين القطبين دون ان يتمكن من لم شمل
الحركة الشعبية التي فقدت على اثر ذلك احد ركائزها بدائرة بني موسى و يجر معه غالبية جماعات دائرة بني موسى .
تجليات الصراع بدأت مباشرة بعد اللقاء الذي عقده
امحند العنصر الامين العام للحركة الشعبية بنادي المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي
لتادلة السنة الماضية ليزداد الوضع سوءا و تحتد دائرة الخلاف بعد دخول الوزير
مبديع لدوار اولاد الجابري بجماعة اولاد ناصر و عقد لقاء مع عدد من السكان و هو ما
اعتبره شيخ المنتخبين حملة انتخابية سابقة لأوانها و تطاولا على احد معاقل عائلة
فضلي و خزان اسهمها الانتخابية الرائجة .
النزال الانتخابي الاخير حسم مجموعة من الجماعات داخل
دائرة بني موسى لصالح الشيخ ابراهيم الذي لم يحظ داخلها محمد مبديع المسؤول الاول
عن الحركة الشعبية بالإقليم برئاسة اية جماعة في الوقت الذي وجه فيه شيخ المنتخبين
صفعة قوية بجر المصطفى العابيدي الذي كاد ان يحرم مبديع من مقعده في البرلمان في
استحقاقات 2011و الذي حاولت مجموعة من الاحزاب السياسية استمالته للارتماء في
احضانها بينها الحركة الشعبية و الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية .و بذلك يكون ابراهيم
فضلي قد اثبت تفوقه في هذا الاستحقاق الاخير برئاسة بلديتين اولاد عياد و سوق
السبت و اربع جماعات قروية سيدي حمادي و اولاد ناصر و بني وكيل و دار ولد زيدوح
على ان جماعة اخرى تم التنازل فيها للعدالة و التنمية على ان الولاية الثانية
ستعود فيها رئاستها للتجمع الوطني للأحرار هذا في الوقت الذي لم تنل فيه الحركة
الشعبية سوى ثلاثة جماعات ترابية بلدية الفقيه بن صالح و جماعة بني شكدال و
الكريفات ...
هذا و يرى المتتبعون ان اسهم الشيخ ابراهيم في بورصة
الانتخابات سجل مؤشرها ارتفاعا كبيرا على النقيض من ذلك اسهم الحركة الشعبية في
شخص مبديع و رغم سيطرته الشبه مطلقة على بلدية الفقيه بن صالح و عودته من جديد
لرئاستها تبقى امتداداته اقل و دخول الحزب ثالثا في ترتيب رئاسة الجماعات الترابية
بالإقليم يعكس التراجع الكبير للحركة الشعبية على الرغم من تموقعها الجيد على
مستوى انتخابات اعضاء الجهة .