بالرغم من أن
قطاع كراء السيارات يعتبر رافدا من روافد الاقتصاد الوطني، إلا أن أرباب شركات
كراء السيارات يعانون يوميا من صعوبات عدة مرتبطة بهذه التجارة.وفي هذا الصدد أكد يوسف
ترابي رئيس الجمعية الجهوية لوكلاء كراء السيارات بدون سائق( جهة بني ملال ــ
خنيفرة)، عن أهمية هذا القطاع والقضايا التي تعيق سيره في الاتجاه الذي يسمح له
بتحقيق نتائج أفضل.
يوسف ترابي أكد
على أن قطاع شركات كراء السيارات عرف انتشارا واسعا بجهة بني ملال- خنيفرة على
الرغم من اصطدامه بعدة إكراهات أهمها تعرض الشركات للسرقة المباشرة من طرف أشخاص
يقومون بتزوير وثائق تعريفهم ورخص السياقة، كما تحدث عن الشركات التي سرقت بطريقة
النصب والاحتيال وخيانة الأمانة، ناهيك عن التكسير وسرقة قطع الغيار وأجزاء
السيارة وتغييرها بل وتغير المحرك في بعض الأحيان وهي أشياء تقع مع منعدمي
الضمائر، زيادة على من يستعمل السيارة في أشياء غير قانونية أو استعمالها بطريق
غير معبدة مما يسبب في تلاشيها خلال مدة وجيزة لا تسمح حتى باسترجاع ثمن شراءها،
فكما تعلمون، يضيف السيد يوسف ترابي، أن هذه المدة القانونية المسموح بها لاستغلال
السيارة هي 05 سنوات لكن السيارة الحالية لا تتوفر على المتانة الكافية التي تخول لها
العيش مدة طويلة كالسيارات السابقة وبالتالي تجد الشركة نفسها مضطرة إلى بيعها
داخل مدة لا تفوق 3 سنوات وبالتالي تكون نسبة الربح ضئيلة بالنسبة للشركة هذا إذا
لم تصادف السيارة حوادث سير.
وحسب يوسف
ترابي، فإن القطاع قد يعيش فترات اقتصادية مهمة لكنه يظل محفوفا بالأخطار والمشاكل
اليومية، فمن منا لم يصب بمرض السكري والضغط من كثرة المشاكل التي يرتكبها الزبناء
الذين لا ضمير لهم ولا يعرفون ماذا تعني الأمانة، فالسيارة التي تمنح لهم أمانة
يجب الحفاظ عليها قدر الإمكان حتى يستفيد منها الجميع وتكون الخسائر محدودة.
ولعل أبرز
المشاكل التي يعيشها القطاع والتي اصبحت تدق ناقوس الخطر، وهي عملية كراء السيارات
في السوق السوداء en noir كما يقال، وأصحابها
ينتشرون بشكل خطير بالجهة (بني ملال – خنيفرة – تادلة - الفقيه بن صالح - أزيلال).
دون أن يعرف ذلك تدخل من السلطات أو الجهات المعنية بالأمر، مما يعيق سير الشركات
المختصة في كراء السيارات.
فكل شركة لها
نظامها الخاص بها، فمنها من يتعامل مع شركات لمدة طويلة وهذا تنعم به البعض منها
بحيث أن الأغلبية لا يحضون بهذا الامتياز لكون شركات كراء السيارات بالرباط
والبيضاء هي المستحوذة على المكترين من الشركات التي لها مشاريع بالمغرب، أنتم
تعرفون أن السياحة بالجهة بالنسبة للأجانب قليلة، إلا أنه للأسف، يعيش قطاع كراء
السيارات بالجهة بشكل خاص دون الحديث عن باقي المدن المغربية في سياقه العام، بحيث
أن هناك عددا من المشاكل الحقيقية على عدة مستويات منها ما هو تقني وما هو إداري
حكومي وما هو مالي والتي تهدد مستقبل المهنيين.
ويؤكد رئيس
الجمعية أنه وفي ظل هذا المناخ المليء بالعديد من المشاكل، يواجه أغلب أرباب شركات
كراء السيارات مصاعب يومية متعددة تؤثر سلبا في طبيعة عملهم من جهة وتحد من عدم
تطوير هذا القطاع من جهة أخرى، إضافة إلى
وجود عدد من الفراغات القانونية بسبب تقادم النص القانوني والذي بات من المفروض أن
تعالج مشاكله الجهات المسؤولة بشراكة مع مهنيي قطاع كراء السيارات ويقول السيد
يوسف ترابي أنه ومن هذا المنطلق، جاءت جمعيتنا الجهوية لوكلاء كراء السيارات بدون
سائق للعمل بالأساس على تفويض عدد من المشاكل التي تلف هذا القطاع من جهة ومن جهة
أخرى بلورة مجموعة من الاقتراحات والتصورات التي تساهم في الدفع بهذا القطاع إلى
الأمام. من خلال فتح الحوار مع مختلف الأطراف المعنية التي تتدخل في تنظيم قطاع
كراء السيارات.