تحت شعار "يدا في يد من أجل مغرب الغد"، وبتنسيق
مع المجلس الجماعي لقصبة تادلة، نظم الفرع المحلي لجمعية التضامن للوقاية من داء
السيدا بدار الشباب أم الربيع قافلة طبية أيام 13، 14 و 15 ماي الجاري. وقد شارك
في هذه التظاهرة الطبية التطوعية التي شهدت إقبالا لافتا للنساء، طاقم طبي برئاسة
الدكتورة فريدة أفكاري رئيسة الجمعية على المستوى الوطني والمختصة في أمراض النساء.
واستفادت حوالي 1400 امرأة من الفحوصات الطبية والتحاليل
همت الضغط الدموي، السكري، داء السيداء سرطانات الثدي و عنق الرحم، كما تم تقديم
الأدوية بالمجان للمعنيات بالفحوصات، مما خلف ارتياحا بالغا في صفوف النساء
المستفيدات ولدى عموم الساكنة.
وعبرت عتيقة كعدود رئيسة الفرع المحلي لجمعية التضامن
للوقاية من داء السيدا عن تذمرها اتجاه تجاهل المصالح الإقليمية لوزارة الصحة ببني
ملال لطلب الترخيص باستعمال فضاءات أحد المراكز الصحية الحضرية بمدينة قصبة تادلة،
معتبرة هذا السلوك استهتارا بمبادرة طبية إنسانية بمدينة تعاني نسبة من نسائها من
الهشاشة الاجتماعية، وإحباطا لمجهودات أعضاء الجمعية المتطوعين مجانا لخدمة قضية إنسانية
نبيلة ذات ارتباط بصحة وحياة النساء. كما نوهت بكل من قدم يد المساعدة لإنجاح هذه
المبادرة وخاصة المجلس البلدي.
من جانبها عبرت
بدورها الدكتورة فريدة أفكاري عن استيائها لرفض المندوب الإقليمي لوزارة الصحة
ببني ملال الترخيص للجمعية باستعمال أحد
المراكز الصحية الحضرية بقصبة تادلة من أجل توفير ظروف ملائمة لإجراء الفحوصات و
التحاليل، معربة باستغراب شديد عن عدم توصل جمعيتها برد إداري حول تبرير قرار رفض الترخيص، مشيرة إلى أن عدد من الأطباء
المتخصصين والمتطوعين اعتذروا عن المشاركة في هذه القافلة الطبية لعدم توفير مؤسسة
صحية عمومية من اجل أداء مهامهم الطبية و الإنسانية في ظروف مناسبة.
وقالت أفكاري أنها لأول مرة منذ إنشاء الجمعية سنة 2011،
التي نظمت 50 قافلة طبية عبر تراب المملكة، تواجه مثل هذا السلوك الإداري المحبط،
داعية إلى ضرورة انخراط المسؤولين في إنجاح مثل هذه المبادرات التطوعية الإنسانية،
والمساهمة كل من موقعه في تنمية الوطن تحت القيادة السامية لجلالة الملك محمد
السادس.
وأوضحت الدكتورة أفكاري أن جمعيتها تهتم بالنهوض بالصحة
الجنسية و الإنجابية في بعدها الطبي والتضامني لدى النساء من 18 إلى 50 سنة، مشيرة
إلى أن القوافل الطبية التي تنظمها الجمعية بمختلف ربوع المملكة بتنسيق مع شركائها،
تستهدف المناطق التي تعاني من صعوبة التضاريس و المناخ والعزلة والمتسمة بنسبة
عالية من الهشاشة و الفقر.
وشددت أفكاري على أهمية التطوع وترسيخه داخل المجتمع
المغربي وخاصة في صفوف الناشئة، وعلى ضرورة انخراط المسؤولين في إنجاح مثل هذه
المبادرات، وتوفير الظروف الملائمة لها، لأن من يحب بلده تقول المتحدثة يجب أن
يضحي من أجله، ومن لا يحب وطنه يجب أن يبحث له عن وطن أخر.
وأكدت رئيسة الجمعية على أهمية التحسيس في صفوف النساء بالنسبة
للأمراض المزمنة، وأهمية تعزيز قدرات النساء، نظرا لدورهن المحوري داخل الأسرة والمجتمع، وهو الدور المرتبط بوضعهن
الصحي الجيد والمساهم في الحفاظ على تماسك الأسرة وتفادي التصدعات التي تصيبها
جراء مرض ربة البيت.
وللإشارة، فقد نظم أعضاء فرع جمعية التضامن للوقاية من
داء السيدا بقصبة تادلة رفقة الطاقم الطبي اليوم الأحد، ورشا بيئيا بمصطاف تاغبالوت
بالقصيبة، تم خلاله تنظيف فضاءات المنتزه وتقديم ألبسة لمعوزين والقيام بحملة
تحسيسية في صفوف المشاركين والمشاركات من
مدينة القصيبة بخصوص مرض السيدا و الأمراض المنقولة جنسيا، وتقديم نصائح حول
الوقاية من عدد من الأمراض.
محمد البوصيري