عقدة حزب العدالة
و التنمية من ساكنة ازيلال مركزية ام جهوية ، فان كانت مركزية فهي طامة كبرى لان
المركز بما يرمز اليه من مصدر للقرارات الحكومية يكون موقفا اقصائيا لساكنة تعد
جزءا من مواطني هذه البلاد ، و بهذا يكون الاقصاء ممركزا و يخالف مقتضيات الدستور
الذي ينص على المساواة بين المواطنين
اينما كانوا و اينما حلوا و ارتحلوا فالحكومة المنتخبة حينما تمارس صلاحيتها
الدستورية فهي تمثل جميع المغاربة بمن فيهم الذين لم يصوتوا لصالح الحزب الحاكم او
يختلفون معه في الرؤيا و التصورات و حتى الايديولوجية و المذهبية و ساكنة ازيلال
اضافة الى دير بني ملال و خنيفرة اناس بسطاء يعانون العزلة و التهميش في صمت اما ان كانت عقدة البيجيدي من الساكنة جهوية فهذا
يدخل في اعتبارات انتخابوية ، فالعدالة و التنمية لم يفز برئاسة و لو جماعة واحدة
في اقليم ازيلال و هذا ما يحز في نفوس اخوان بن كيران الذين يعتبرون هذه المنطقة
محطة ضد الايديولوجية الاسلاموية و لا يمكن تدجينها بالتوظيف السياسي للدين ، هم
مسلمون كغيرهم من المغاربة ، يؤمنون بالاسلام المعتدل ...
سياق هذا الكلام
هو ما ورد على لسان اخوان بنكيران خلال الدورة الاستثنائية لمجلس جهة بني ملال
خنيفرة و الذي اتهم فيه المجلس بمحاباة سكان ازيلال من خلال اعطائهم الاولية ضمن
مشاريع تنموية حيث حظي الاقليم بنسبة 43 في المائة من مجموع المشاريع المبرمجة و
السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح كيف تمكن الاخ في الله من طرح المسالة ؟و كيف
استقامت له الارقام ليستخرج منها هذه النسبة من عملية جمع و خصم للحصول على
النتيجة المعلومة ؟
يا أخ يا مسؤول
هذا كلام غير معقول، ساكنة ازيلال لا تهتم
بالحسابات الرياضية و لا حتى السياسية و انما تريد التفاتة محسوبة و دقيقة تخرجها
من واقع التهميش و توفر لساكنتها الماء الشروب الذي يتكلف بجلبه الاطفال و النساء
من نقاط بعيدة و هذا الماء بالمناسبة جله غير شروب و لكنه متجرع .
يا اخ يا مسؤول ألا
تثيرك شفقة و لا رحمة و انت تقطع جبال هذه المنطقة و ترى اطفالا يلوحون بأيديهم الصغيرة يطلبون قطرة ماء ؟ ألا
يقض مضجعك خبر امرأة محمولة فوق نعش اموات لكي تضع مولودها الذي قد يرى النور و
كيف لهذه الصورة المتناقضة التي تحمل فيها امرأة حبلى فوق نعش قد يؤدي الى قبر ، ساكنة ازيلال و معها مناطق جبال بني ملال و
خنيفرة في حاجة ماسة الى مستوصفات و دور ولادة تحفظ كرامة النساء و مدارس تساهم في
تكوين الناشئة و تحد من الهذر المدرسي.
ساكنة الجبال ظلت مغبونة لعدة عقود و حزبكم
يعتبر نفسه تنظيما للحواضر و ليس القرى فلماذا تريدون التحكم و الهيمنة في رقاب
العباد و البلاد و كما قال احد المستشارين خلال الدورة فاذا كانت في قلوبكم رحمة و
ايمانا فارحموا سكان المغرب غير النافع و لا يكبر طمعكم و جشعكم الانتخابي و يعمي
بصيرتكم فلا ترون الا ما يخدم اجندتكم الانتخابية .
فهؤلاء مواطنون و
من حقهم ان يستفيدوا كغيرهم من خدمات الدولة و مؤسساتها العمومية و المنتخبة و ان
يشعروا بهذا الاحساس انه مفهوم المواطنة الحقة و الدولة الاجتماعية الراعية لحقوق
الناس بالتساوي ..
محمد منيالي