اجتمعت السنبلة ليلة امس لتتفرق حبوبها في وادي معركة التزكيات المستعارة
بين عرابي الحزب و قواعده الذين فضلوا نهج مسطرة التزكية المتبعة و التي اعتمدها
الحزب كآلية ديموقراطية تمنح للمترشح الاكثر و الاوفر حظا للفوز بالمقعد البرلماني
، الصراع مشتد بين عزيز الشرايبي عضو المكتب السياسي و حميد ابراهيمي برلماني باسم
الحركة في الولاية المنتهية قريبا و محمد اوقدور الكاتب الاقليمي للحزب ببني
ملال و بلحاج الريفي صاحب وحدة انتاجية بالمنطقة الصناعية.
اطراف الحرب المعلنة من اجل الحصول على التزكية لا يتورعون في استعمال جميع
الاساليب المتاحة للنيل من المنافسين لهم و ان كانت غير اخلاقية و لا تمت الى
العمل السياسي الهادف بأية صلة .
فبالنسبة لخصوم الشرايبي فهم يروجون ان هذا الاخير لا زال يجر وراءه احكاما
قضائية لا تسمح له بالترشح ، و قد يطفو هذا الملف الى السطح اثناء وضع ملفات
الترشح خلال الفترة القانونية التي تحددها وزارة الداخلية مما يضعف حزب الحركة
الشعبية و يجعلها في موقف حرج اذا ما تم رفض ملف ترشيح عضو المكتب السياسي كما ان
هذا الاخير يؤكد ان ملفه القضائي نظيف و قد طوي ، و من حقه الترشح لاستحقاقات 07
اكتوبر و يتوفر على عفو شامل و هو ما ينفيه خصومه .
البرلماني حميد ابراهيمي تتحرك هذه الايام أيادي خفية لاثارة ملفات تتعلق
بالمنطقة الصناعية موجهة مدافع النقد للمستفيدين من ريع هده المنطقة في محاولة
لاضعاف حظوظه للفوز في ولاية ثانية في البرلمان المقبل .
اما المهندس محمد اوقدور و هو من الكفاءات الحزبية فان بعض السنبليون لا
يهمهم مستواه المعرفي و لا تكوينه العلمي و انما بحثهم منصب على رصيده المالي .
و المستثمر بلحاج الريفي الذي سبق و ترشح باسم الحركة الشعبية في اللائحة
الوطنية للشباب خلال الاستحقاق الماضي فانه بين المنزلتين فان جاء الى المنافسة
فعليه ان يجر وراءه خيره و خميره .
هذه صراعات قد تعصف بالسنبلة و تجعل حبوبها تتفرق بين القبائل السياسية مما
يترك المجال فارغا للخصوم ، فحبوب السنبلة و هي تموت تملأ الواد للاخرين ، و كما
قال المثل المغربي الدارج "كل ما جابو الواد من سعد الفلاح " فمن هو
الفلاح ؟ هل يحتاج الى معول ام الى آلة عصرية للحرث ؟التراكتور هو الالة العصرية
القادرة في ظل هذه الظروف على حرث و قلب ارض البور و جلب الماء من الواد التي
تفرقت فيه حبوب السنبلة .