جمال السماوي
نشرت جريدة اخبار اليوم المقربة
من الحزب الحاكم في عددها 2014 خبرا مفاده ان مشروع كلية الطب بني ملال قد ألغي لاسباب انتخابوية صرفة و ان هذا القرار
اتخدته جهات عليا رغم ان المشروع حصل على الموافقة الملكية حسب الجريدة . و رغم
اختيار المهندسين المعماريين و انتقاء الاساتذة المؤطرين و اعداد التصاميم
الهندسية ، خبر كهذا لا يفرح ساكنة الجهة بل نزل عليها كالصاعقة و جعلها تطرح اكثر
من سؤال اوله من هي هذه الجهات العليا التي اتخذت مثل هذا القرار ؟ ثانيها هل هي
منطقة مغضوب عليها كما كانت ايام احتضانها للمعارضة الاشتراكية و اليسارية ؟
اظن هذا الزمان قد ولى الى غير
رجعة و ان المنطقة تلقى اهتماما ملحوظا من طرف المركز يتجلى في المشاريع المهيكلة
و البنيات التحتية ...معنى هذا انه لا مجال لسلك خطاب المظلومية الذي اعتاد الحزب
الركوب عليه لاستمالة عطف الناخبين ، فخبر إلغاء او تعطيل او وقف المشروع قد يبقى
واردا لكن ما لا يمكن فهمه و استساغته هو سؤال النائب البرلماني الحسين الحنصالي
الذي يلفه الغموض فهذا نائب في حزب حاكم و رفيق دربه في اللائحة الانتخابية
ووكيلها في الانتخابات السابقة هو وزير التعليم العالي و البحث العلمي الذي تلقى سؤالا آنيا و لم يجب عليه فالمفروض انه يعرف الملف و مسيرته و
اين وصلت الاجراءات الادارية و المالية باعتباره وصيا على القطاع لا ان يرمي
باللائمة على جهات عليا عملا بمقولة الاخرين هم الجحيم اما اعضاء الحزب الحاكم فهم
ملائكة لا ياتيهم الباطل و لا يجنحون عن الحق فقرار الالغاء يقتضي الوضوح و
الشفافية في نعت من كان وراءه و تحمل الوزير المسؤولية و لو اقتضى الامر تقديم
استقالته كما هو معمول به في الدول الديموقراطية التي تحترم مواطنيها فهذا التبرير
هو الطنز العكري بلغة المغاربة او الضحك على الدقون فاذا كنتم يا سادة يا كرام و
يا اصحاب المقام لا تقدرون على الدفاع عن مشروع مثل هذا فما الجدوى من وجودكم و ما
فائدة ان تكونوا على رأس مؤسسات عمومية ؟ فانتم لا تعرفون هذه الجهات العليا و لكم
معالي الوزير و معالي رئيس الحكومة الذي له صلاحيات واسعة ، و مثل هذه الادعاءات
تثير الشك و الريبة في نفوس المواطنين البسطاء و تجعلهم لا يثقون في مؤسسات الدولة
كانت منتخبة او معينة ، فان كان الامر يخرج عن لعبة خلط الاوراق لاقتراب
الانتخابات فانه لعب بالنار لان الامور تختلط على الناس فلا يفهمون وظيفة وزير و
رئيس حكومة منتخبين و ما معنى هذا التشكي ان لم يكونوا قادرين على جلب المنفعة
للساكنة و درئ المفسدة عنها و ان كانت عملية محاربة الفساد مقدمة على جلب المصالح
شخصية كانت او حزبية لكن يبدو ان الحزب طبع مع الفساد مخافة اثارة الفتنة و هي
نائمة و لعن الله من ايقظها من سباتها لانها تهدد الامن و الاستقرار و بنكيران
حريص مخلص على استقرارنا بكل ثمن .
بكل بساطة و بعيدا عن خطاب
المظلومية و طبيعة السؤال الغريب الذي طرحه السيد النائب على صاحبه الوزير فالسؤال
يحمل في طياته نوعا من المكر السياسي الذي لا يخلو من شعبوية زائدة الهدف منها
استدرار شفقة الناخبين في موسم عجف سببه القرارات اللاشعبية التي فرضتها الحكومة
على كل فئات الشعب المغربي فمشاريع العدالة و التنمية هي تنزيل حرفي لمخططات صندوق
النقد الدولي و منها خوصصة التعليم و الصحة فلا تستغربوا ان تم إلغاء مشروع كلية
الطب و الصيدلة ببني ملال فانه جزء من سياق عام لذا فالمتتبعون للشأن العام لم
يفهموا مغزى هذه التخريجة و لا توقيتها كما ان النائب البرلماني الحسين الحنصالي
ارسل فجر اليوم رسالة اس ام اس لهاتف الموقع يقول فيها ان مباراة التصميم الهندسي
هي التي الغيت ..
المرجو منكم من فهم شيئا ان يفيدنا به ...