عندما تحدثنا في احدى المقالات عن حصيلة برلمانيي دائرة بني ملال خلال
الولاية التي ستنقضي في ايام معدودة ربطنا فقط عملهم بالتدخل خلال جلسات البرلمان
، لا تهم طبيعة الاسئلة ان كانت تعنى بالشأن الاقليمي او الوطني ما دام اننا مغاربة
و مصلحة الوطن فوق الشوفينيات الاقليمية الضيقة ...كنا ننتظر ان تحرك شفاههم و
تغرف من الواقع المعيش و المعاناة ، و ان تخفف جزءا من هذه المعاناة التي يعيشها
المواطن البسيط في ظل الاختلالات التي تطبع العديد من القطاعات خاصة الاجتماعية ...
تدخلات محتشمة بين صفر كلمة و ثلاثة تدخلات و خمسة و أنوار المصباحين الخافتين لتنحبس حرارة
القبة بممثليها الستة ، قبل ان نصطدم بالجارة خريبكة التي حطم فيها احد اعضاء مجلس
المستشارين الرقم القياسي وطنيا في عدد التدخلات و الاسئلة الشفوية ...
82 تدخلا خلال ولاية كاملة بالغرفة الثانية عرج المتدخل فيها على كافة
القطاعات و لم يترك وزارة او قطاعا حكوميا دون ان يبصم عليه و احيانا بالدارجة
التي تدرج واقعا و تدحرجه للمسؤولين عليه للبث فيه و معالجته ، عبد الرحيم العلافي –
و نحن لا نطبل لاحد – يختزن لوحده جهد برلمانيينا الستة بمستوياتهم المعرفية "العالية" و احزابهم القوية دون
الوصول الى هذا الرقم الذي سيظل مستعصيا تحطيمه على برلمانيينا او الاقتراب منه و
لو زدناهم ولاية اخرى كاملة فمعظمهم ألف السكوت محكما قاعدة السكوت حكمة و الحكمة
نعمة دون ان يعي ان النعمة محكومة بالزوال مهما طال الحال كما ان دوام الحال من
المحال ...