جمال السماوي
تحرك الوزير الحركي بشكل هستيري حين بلغ الى
سمعه ان دوار اولاد حسون ينظم موسما ، فحط الرحال بالخيام و وفر الطعام بما يفي
اهل الدوار الذي يصعب الوصول اليه لكثرة الحفر و اهتراء الطريق فهم يكابدون
المعاناة طيلة الوقت ليتذكرهم الوزير صاحب الوقت و الزيادة فيه، أليس هو صاحب الساعة الصيفية و بما ان الوقت قيض و حر فان معالي الوزير فعل فعلة السبع في
قصة الطائر" بوفسيو" حين بلغ الى علمه ان السبع حط بجنان ليس في ملكيته
و هو ما اعتبره الطائر خطيئة غير مقبولة ليدخلا في حرب هيئوا لها كل العتاد و
الوسائل لكن السبع خسر الحرب لانه كان مغرورا و اساء التقدير فيما يتعلق بامكانيات
الطائر حيث طرده شر طردة من معقله ، و بقي الوزير السبع في خيمته ينتظر من يتناول
طعامه في يوم غير ذي مسغبة يطوف به بعض الولدان .
مقابل خيمة الوزير كانت خيمة اهل الدوار حيث
حضر الكبار و الاعيان و استهلوا اللقاء بايات من الذكر الحكيم " و اعتصموا
بحبل الله جميعا و لا تفرقوا " و ما
للاية الكريمة من دلالات و معاني يفيد
بعضها ان الذي جاءكم بطعامه و خيامه انما جاء ليفرق بينكم و يزرع بينكم العداوة و
البغضاء ، لم ياتكم بمشاريع و لم يتذكركم ايام الشدة فقد جاءكم طمعا في اصواتكم
التي بها بنى مجده و شيد ثروته فانتبهوا فالمؤمن لا يلذغ من الجحر مرتين .