بالواضح و المرموز : أرانب الانتخابات و الشناقة وجهان لمرشح واعد

محمد فرطيط

اثار انتباهي حديث احد قطط المدينة السمان الذي تمرس في سوق الانتخابات و بات عالما من علمائها الافذاذ ، فخبر ادراجها المخفية و طلا اسقفها بحبر المطابع حتى أبصم كل داخل لسوقها  هاويا او ممتهنا ، حدثنا ان احد فراقشية الانتخابات خلال احدى الاستحقاقات البرلمانية الماضية التي ترشح فيها "قطنا السمين" قدم إليه من اجل مناقشة عرض تجاري انتخابي يضم رصيدا يتجاوز 1500 صوتا عله يخرج من هذه الصفقة بكيس بلاستيكي مملوء  قبل حظر تداول هذه الاكياس فما كان من عالمنا - أدخله الله القبة المباركة التي تحصنت عليه في العقدين الاخيرين بعد كاو الداخلية -   إلا ان رد عليه بضاعته و معاملته المبينة اساسا على رموز  انتخابية يتم تداولها في معزل خاص ...الرد لم يقف عند هذا الحد بل طالب منه الترشح كوكيل لائحة و تداول هذه الاصوات في بورصته الانتخابية الخاصة علها تفرخ له مقعدا برلمانيا يبعده عن تشناق المرشحين لهذا المنتخب او ذاك و يركب فيه نغزة التبرمن  .

فسوق الانتخابات بات من اسخن الاسواق حرارة حيث  يمتد لهيبها لحرق كل شيء ، إلا الشناقة الذين باتوا عيساوة زمانهم يبلعون مياه المقارج و يلتهمون الزجاج كما يأكلون بألسنتهم ما لا تأكله نار الانتخابات و يقبلون الثعابين و "الحناش الصيادة " فهم كائنات ظرفية تأكل لتنمو و تتناسل في مدة وجيزة قد تلد الصالح و الطالح دون ان تتأثر بسم او يخدش جلدها شيء بعد ان خدشت الحياء العام الانتخابي ...فهم لا "يهنأ "لهم بال إلا باصطياد الضحايا و بيع حي او دوار او قبيلة بأكملها و تقديمها للزبون مول الشكارة في لونه او شعاره او رمزه الانتخابي بعد ان " ضحكوا " على قبيلتهم التي قدموا لها هذا المرشح في صورة استأثرت بهم و تملكت حسهم و اثرت في توجيه عملية تصويتهم  ...

صنف الارانب التي لا تصلها بنادق المنتخبين لتموجاتها السريعة ، فوكيل اللائحة يزج بها في قطيعه الموصول  لتحطيم الارقام التي تبقى فقط  في مخيلته ، و يلهث بها منافسيه في  لوائح انتخابية اخرى ... فهو يشترط في ارانبه - بالتدرج من اثنين الى ستة او ما تحت – الاستقامة في توصيل الامانة لأصحابها دون نقصان و عد الموعود  و اختراق البيوت و لو كانت بروجا محصنة على ان "السنطيحة" تبقى من خالدات مدة الحملة الانتخابية فبها يمحق حسنات منافسيه و يكنش سيئاته للناخبين ولو كانت تربطه بهم اواصر الدم ...فالارنب يبقى ارنبا ليحتفظ بوظيفته في الجري و اللهث وراء ميكة وكيل اللائحة دون ان يتصبب عرقا ..