حسين شهب
هل أصبح
المال اللغة السياسية في المغرب؟..و هل أصبح “مول الشكارة” فوق رجل السياسة؟
للإجابة..لا
بد أن ندخل بيوت الأحزاب المغربية لأنها نواة الأسرة السياسية، فالأحزاب إلا من
رحم ربي تصدّعت أساساتها و انهار بنيانها أمام قوة المال،ففقدت هيمنتها أو بالأحرى
ميكانزمات”ضبط رجل الإقتصاد حتى لا يغلو في المجتمع و ينتهك الحقوق..بل إنها أصبحت
و دون تعميم مجرد كراكيز تحركها خيوط الذهب المتدلية من أصابع “مول الشكارة”.
لم تعد أغلب
الأحزاب السياسية تمارس نضالها عبر خلفياتها الفكرية و الإيديولوجية لأنه بكل
بساطة أصبح المسلك المريح للإنخراط في الحزب هو ضخامة الحساب البنكي لشخص عوض
الرصيد المعرفي و القناعات الفكرية..و لهذا نعيش العبث في الحصول على تزكيات بعض
الأحزاب خلال الفترات الإنتخابية حيث تؤول في كثير من الأحيان لمن يستطيع الإنفاق
حتى و إن كان لا يفرق بين “الألف و الزرواطة”،وهذا العبث يجعل بعض الإدارات
المغربية مطبخا للصفقات المالية الكبيرة للأهل و الأصدقاء بمنطق “خيرنا ما يمشي
لغيرنا”.
أظن أنه لا
يختلف اثنان أن عجلة التنمية الإقتصادية و الصناعية بالمغرب دارت وتدور بشكل لفت
انتباه العالم منذ عقد من الزمن لكن حصيلة هذا الدوران استفاد منه بشكل كبير “مول
الشكارة” الذي أصبح في الأن ذاته “مول السياسة”ليكون الأمر على هذه الشاكلة: “مول
الشكارة صخّر شكارته ليصبح مول السياسة ثم صخّر السياسة ليملأ أكثر الشكارة..”مع
بعض التحفظ لبعض النزهاء.
الخطير في
الأمر أن رجل السياسة يصبح سياسيا و مقرّرا بتزكية من الشعب من خلال صناديق
الإقتراع المصنوعة من الزجاج..”احذروا منتوج قابل للإنكسار”