بقلم : حسين شهب
في المغرب ثلاث أنواع من النساء ..واحدة إن أرهقتها الحرارة
شغّلت المكيف و إن ارتعشت أوصالها بالبرد ارتدت معاطفها الدافئة ..جسدها له وصاية
خاصة في محلا ت التجميل و التدليك زينتها لا يليق بها إلا الذهب و الجواهر..و نوع
اخر من النساء يعيش الكفاف يأكل و يشرب و يلبس داخل بيت يحفظ الكرامة لا أكثر..أما
النوع الثالث فهن “المحكورات” اللواتي تجهض كرامتهن بالتعنيف و الفقر و الجهل و
الطلاق “التعسفي” لا مكان لهن إلا الخروج لسدّ الرمق كل واحدة تسلك طريقا
لا يهمها الأصابع التي تشير إليها لأنها لا تحس بمجتمع و ضعها في الهامش و
لا تخجل من رجل لا يملك في رصيده إلا الذكورة ..
أنت ياسيدتي ضحية مجتمع فاسد يحقق ساديته على حساب الكائنات الضعيفة
..أنت يا سيدتي سواء صعدت الجبال لتحملي كومات الحطب على ظهرك الصلب, أو نالت منك
هراوات الشرطة الإسبانية أمام باب سبتة المحتلة لتظفري برزم المواد المهربة,أو
تيبّست أطرافك بكثرة المنازل التي تنظفينها,أو تشققت أقدامك سيرا في الشوارع و بين
إشارات المرور تبعين أو تستجدين الدرهم و الدرهمين…فلا تكترثي فما أنت عار و لا
مخجلة و لا مفجعة ولا مواطنة من درجة متدنية..
أنت فقط امراة حكمت عليها الأقدار لتخرج من مملكتها الصغيرة إلى ساحة
القتال من أجل كسرة الخبز التي عجز الكثير من الرجال على كسبها ,أنت أم تعارك
الزمن لتسكت الأفواه الجائعة, أنت سيدة الكرامة حصّنت فرجها لتعيل نفسها و
أهلها,ألف تحية لك ولا يهمك في الزمن إلا رغيف حبز تسوقينه إلى بيتك بكل كرامة أما
سوى ذلك فلا تلقي له بالا..لأنه لو كان الخير فينا نحن معشر الصحفيين و السياسيين
و الحقوقيين و الجمعويين وأهل المال ماتركناك عرضة للإدلال و التحقير لو كان في
البلاد من يهتم لحالك لكسرت طاولات البرلمان و مكاتب الوزارات ولاختلت جموع
الجمعيات من أجلك يا شريفة لكن اصبري على المحن ..لا تلتفتي و امضي فطريقك
طويل نحو كسرة الخبز اليابسة..