محمد منيالي
تقارع العرب قديما في شبه الجزيرة العربية بعد تحكيم منطق العصبية القبلية
، فكانت ايام العرب تسجل حروبا و صراعات دامية بين قبائل العرب سماها المدونون بأيام
العرب ، "فالعصبية" القبلية كانت كنار جهنم تأتي على الاخضر قبل اليابس
و تضر الواقف قبل الطريح حلت عرى العرب و جعلتهم محط اطماع لجيرانهم من الفرس و
الروم ...
لكن العصبية التي ابتعدت كل البعد عن اشتقاق " العصبة" فشدت
الطريق نحو عصبية ضيقة من نوع خاص "
العصبية البلدية" بمفهومها الاكثر قتامة و تفرقة ، فهي تسعى الى زرع الاحقاد
و الضغائن و تسميم العلاقات بين رفقاء الدرب الواحد عفوا الحزب الواحد ، بعد ان
تنكر "عصبة" من دعاتها لأحزابهم و اشعلوا النيران لحرق المراكب التي
دخلوا بها عباب البحر بعد ان وصلوا بأمان لشاطئ التسيير و رفعوا رؤوسهم الفارغة دون
انحناء او تواضع .
لم يقولوا آمين ليؤمنوا جحورهم و يأمن الناس من سليط لسانهم و هم الذين
باعوا ضميرهم و رأسمالهم الرمزي ليزجوا بانفسهم في صراعات و يوظفوا شهاداتهم و لو
كانت مبنية على زور مطلق و لعبوا دور المفتش هولمز ليحاولوا الهمز و اللمز الذي ما
جر عليهم الا الويلات فباتوا حديث العام و الخاص ...فهم ابتدعوا عصبية اكثر تضييقا و في جغرافيا
ضيقة فضاقت عليهم المراكب فتنطعوا بحثا عن افق يلامسون فيهم ما يمكنهم من رسو دون
ان تتلف عصبات اكعابهم ...