عادل المحبوبي
بعد أن ضاقوا درعا
مما اعتبروه سياسة التسويف و الآذان الصماء التي تنهجها الحكومة المغربية و معها
السلطات المحلية بجهة بني ملال خنيفرة اتجاه مطالبهم المشروعة ،نظم أُطر البرنامج
الوطني لتأهيل 25 ألف مجاز الحاصلين على شهادة الكفاءة المهنية ، وقفة احتجاجية صباح
اليوم الاثنين 19 يونيو ،أمام مقر ولاية جهة بني ملال خنيفرة، ،بحضور أُطر يمثلون
جل التخصصات التي تم إعتمادها في إطار البرنامج الوطني الذي أطلقته رئاسة الحكومة
من أجل تكوين و تأهيل الطلبة الحاصلين على شهادة الإجازة من أجل إدماجهم في سوق
الشغل
ولَم تمنع حرارة
الشمس الحارقة، و تزامنها مع الاجواء الرمضانية ،الاطر لتلبية دعوة التنسيقية
الجهوية لخريجي البرنامج الوطني لتكوين 25 الف مجاز الحاصلين على شهادة «الكفاءة
المهنية» ،وذلك للتنديد بالهجمة الشرسة و الممنهجة التي تشنها الحكومة و المسؤولون
عن البرنامج و التي تهدف حسب المحتجين إلى إفراغ الشهادة التي حصلوا عليها من كل
محتوى علمي أو قانوني ، و ذلك بعدم تضمينها أي تدبيج قانوني ، أو ظهير كما تسري به
العادة في مثل هاته الأنواع من الشهادات. كما شدد الاطر دائما خلال كلمات متتالية ،
على تنديدهم الكبير بالصمت المطبق الذي تنهجه نفس الجهات بخصوص آفاق ما بعد
التكوين ومصير الخريجين ،وسعيها للتملص من التزاماتها السابقة بخصوص ربط التكوين
بالتشغيل..
و خاطبت التنسيقية
الجهوية ،على هامش الوقفة الاحتجاجية ،الرأي العام الوطني و المحلي من خلال
تأكيدها على تمسكها بحق الأطر في الحصول على شهادة «الكفاءة المهنية» كما تنص
عليها القوانين و الظهائر المعمول بها ،و كذا تمسكهم في الإدماج الفوري و
اللامشروط في أسلاك الوظيفة العمومية كما كان مسطرا في الاتفاق الإطار الذي تم
بموجبه إقرار التكوين من طرف رئاسة الحكومة.
إلى ذلك ، حمل الاطر
الذين خاضوا الوقفة الاحتجاجية ،المسؤولية المباشرة للحكومة و المسؤولين عن تدبير
الشأن العام المحلي ،بخصوص أي تصعيد محتمل في حالة عدم الاستجابة لمطالبهم التي
وصفوها بالمشروعة ،و استمرارهم في نهج سياسة الآذان الصماء اتجاه هاته المطالب
،مشيرين في الوقت ذاته عزمهم على مواصلة
معاركهم النضالية الى غاية تحقيق جميع نقاط ملفهم المطلبي.
و استنكر المحتجون
تجاهل السلطات الاقليمية و مجلس الجهة فتح حوار معهم رغم الدعوات الموجهة اليهما
معتبرين ذلك مدعاة لتأجيج الوضع أكثر مما هو عليه.
هذا و أشار محمد جماع
،عضو التنسيقية الجهوية ،في تصريح صحفي خاص ان قرار الخروج الى الشارع في الظرفية
الحالية أملته مجموعة من الاعتبارات أهمها تفاجئ المستفيدين من البرنامج من الصيغة
المعتمدة في الشهادة التي تم تسليمها لبعض المراكز الوطنية ، و التي خلت من اَي
تدبيج أو ظهير منظم ،إلى جانب السكوت الغير المفهوم للحكومة المغربية أتجاه آفاق
التكوين ،و مدى تطبيقها للوعود التي سبق أن خرجت بها في بداية التكوين ،و الخاصة
بإدماجهم في سوق الشغل.
وفِي ختام الوقفة
الاحتجاجية ،أكد الاطر عزمهم رفع شعار التصعيد ،من خلال تسطير برنامج نضالي متنوع
وحاشد ستشهده جل شوارع المدينة و منشآتها الحيوية ،ينطلق من خلال تنظيم مسيرات و
وقفات احتجاجية ،و ينتهي بخوض اعتصامات مفتوحة مرفوقة بإضراب عن الطعام. وتجدر
الإشارة الى أن مجموعة من الهيئات و المنظمات الحقوقية دخلت في وقت سابق على خط
القضية ،بعد أن أبدت من جهة تعاطفها وتضامنها اللامشروط مع الاطر ،ومن جهة ثانية
عزمها تبني الملف بشكل كامل.