محمد فرطيط
عندما أغلق الحسين الوردي بويا عمر بعد الوعيد الشهير الذي اطلقه بالبرلمان
على بويا عمر حينما قال " يا أنا يا بويا
عمر " موضحا ان 822 مريض يجاور بويا
عمر في ظروف قاسية حيث اكد ان هناك من يطيل
به المقام لثلاثة سنوات مربوطا بالسلاسل و غرف يحجز فيها 30 شخصا مضيفا ان الوزارة
اعدت استراتجية لتوزيع المرضى على المستشفيات و تجهيزه هذه الاخيرة من خلال اقتناء
الاسرة و توفير الادوية ....
هي صيحة لوزير الصحة الذي اراد اعادة الاعتبار لهذه الفئة من المرضى الذين
كانوا يعيشون في ظروف قاسية و لا انسانية تحت الاعتقال و التصفيد بالسلاسل
الحديدية و التعنيف احيانا و كأنهم في عوالم تستلب فيها حريتهم بعد ان سلبت حقوقهم
في التطبيب و العلاج ...
وصيحة - بمفهوم Sayha التي يتم تداولها في الدارجة كناية عن كارثة او دعاء بالشر – تحاول ردم هذه
الفئة من طرف عقليات "مملسة" تدرجت داخل اروقة "الملاسة مول "فخبرت
كل شيء من بناء جدران زائدة الى ردم هذه الفئة من ابناء المغاربة التي كتب عليها
ان تحجز بحثا عن الشفاء الذي قد يطول او قد يصير ضربا من المستحيل ...
"مول الملاسة" نتاج منظومة لا تستقيم
فهو "ضلعة عوجة" زاغت عن خطها و اعادت المنظومة "بالملاسة مول "الى
زمن بويا عمر عندما دعى الى استعمال "السناسل" و سلب حرية المرضى بعد ان
"سردنهم" في علب صغيرة لا تكفي "لتمحيطة"
مريحة لكل نزيل منهم ...فغاب كل شيء .
غابت جهود الوردي في اغلاق بويا عمر و جعله قبلة
للزائرين" للتبرك" بعد ان كان معتقلا تنعدم فيه كل الشروط للمسلسلين
قهرا لسنوات بعدما يتم استقدامهم للعلاج لمدة قصيرة فيطول بهم المقام او كما غنت
حليمة الداهية مولات البركة " جيت نزورك يومين شديتيني عامين " ...ليشدهم مول الملاسة
ليس عامين – لان المكان لا يتسع لهم – بل بالسلاسل و يعيد المنظومة الى الصفر فالدعوة
كالفعل و الاعمال بالنيات ...