محمد
فرطيط
كثيرا
ما نربط بين سقوط " الصمعة " و تعلاق " الحجام " في تنافر تام
لا يجمع بينهما الا الخير و الاحسان ، لكن الجمع بين الملاسة و مولاها يمنح
للطرفين هامشا كبيرا من التناغم و الانسجام فاليد حركت الملاسة بعد ان جعلتها
وسيلة فعالة لبلوغ المراد و تشييد ثروة باعتماد منطق " بريكة بريكة كيعمر
الكونت " ، فالملاسة تحولت الى جهاز مهم في تسيير دواليب الادارة و خطت
استراتيجية العمل لتسقط المنظومة برمتها في حالة اكلينيكية لم تنعشها الحقن
الوريدية بكلورور الصوديوم في الخروج من هذا الوضع ...
الملاسة
في اشتقاقاتها اللغوية تدل على تركيبة عجيبة و غريبة تمتح من مجموعة من المجالات الصحة ، التعليم ، التسيير الجماعي ، المقاولة
...و تدخل في كل ما شانه ان يدر لمولاها عائدات مالية محصلة بطرق تدليسية و الشفرة
للمال العام ...
"فالتملاس"مرحلة
اولية يتم من خلالها جس النبض و استكناه ما يدور في جيب المقاول الذي سيكتري
الملاسة لانجاز اشغال البناء او الهدم او المواطن الذي دفعته ظروفه ليزور "مول
الملاسة" رغبة في خدمة تعتبر من حقوقه و واجباته قبل ان يمارس عليه عملية
اللس التي اشتقاق فعلها لس أي لحس و أكل في المعجم العربي ، فهي اذن عملية تختلف
بطبيعة "اللاس" أي مول الملاسة و فصيلته فان كان من فصيلة ديناصورية
مفترسة فانه سيهشم العظام و يهد الاركان و يرمم ذلك في معدته الكبيرة دون ان يظهر
للمملسين خبرا او اثرا و لو كان مالا عاما، فتظهر النعمة سريعا و يدعم فصيلته لافتراس
ما بقي من فتات مول الملاسة ...
هي
اذن منظومة مملسة لا تتوقف حدودها عند الهدم و البناء بل تتجاوز ذلك لتلتهم جيوب
المواطن و تجعله ممرطبا قابلا لتعديلات الملاسة ...