محمد فرطيط
بانت النعم على العديد من
منتخبينا الذين تقلدوا مسؤوليات انتخابية ، فدخلوا عالم المال و الجاه من بابه
الواسع ، بل من اترع ابوابه ما دامت ترعة الانتخابات لا تميز بين الصالح و الطالح
فكل في كفة واحدة عند خط شفاف من "شتف" عليه حمل عبئ الدنيا و الاخرة و
من حافظ على شفافيته و استقام كان له نصيب من الوطنية و النزاهة .
عدد من منتخبينا اصبحت
المسؤولية الانتخابية لديهم سحرا باتوا يجيدون فك طلاسيمه المعقدة و "يبنجون "
الناخبين قبل تنويمهم مغناطيسيا للعبث في عقولهم و الزج بهم للتصويت عليهم رغم
سواد صحائفهم التي راكموا فيها تخليهم عن المسؤولية و الاغتناء الفاحش و السمسرة
في صفقات جماعاتهم الترابية و نتف المقاولات و المستثمرين و كل من له مصلحة في
وثيقة لا تستقيم الا باستقامة طالبها و تاديته للمطلوب " تحت الطبلة " .
رؤساء نبتوا في عالم المال و
الاعمال كما تنبت زهرة الموريلا الصفراء مغرزة جذورها في تحد لصلابة الارض ، فهي
تنبت في الجماعات الترابية الخضراء و القحلاء ، و تمتص الماء في بلاد الماء كما
تمتصه لوحدها في الاراضي الجرداء ...فحار العلماء و المختصون في محاربة هذه العشبة
الضارة التي ضرت بالعباد و البلاد لانها تتغذى من الانتخابات و تتعايش مع جميع
الادوية و السموم فهي كالاخطبوط تقطع له رجل فيستنبت اخرى و يطلق حبره ليعمي من
يتدرج خلف خطواته ...
ظهرت طبقة جديدة و بورجوازية
نافحة دون اصول تبرر هذا الانتقال ، فاصبح الرئيس اقطاعيا جديدا بعد ان قطع على
المواطنين ارزاقهم و نهب ميزانيتهم الجماعية و تلاعب في صفقات بلديته او قريته،
مدخرا لنفسه ما لا ينفع يوم حسابه مع الله او ان حصل مع المسؤولين إن تفحصوا جيدا
مصدر ثروته و هو الذي دخلها في بادئ الامر مزلوطا لا يملك قميصا او ربطة عنق .
لا نستغرب ان نجد مسؤولا منتخبا
خرج من البلدية او الجماعة الترابية حافي القدمين و باع ما كان ورثه عن اصوله و
مرشحا الح على ضرورة الخروج من الجماعة غانما سالما بعد فترة زلط سابقة زجت به الى احتراف كل المهن .
هي رسالة غير مشفرة و نتمنى من
منتخبينا ان يتعظوا من خطاب جلالة الملك محمد السادس قبل فوات الاوان .... "كفى، واتقوا الله في
وطنكم… إما أن تقوموا بمهامكم كاملة ، وإما أن تنسحبو" مقتبس من خطاب جلالة
الملك .