محمد فرطيط
اصبح للكميون دلالة رمزية لدى ساكنة اقليم الفقيه بن
صالح خاصة و ان الكاميون المصهرج المعلوم دمغ ببصمة مجلس الجهة ، و هي الدمغة التي لا تفارق
من وشمته لتبقى منحوتة في جسد الاقليم .
عبر ممثلو الاقليم عن سخطهم من سخاء الجهة على البعض و
تقنيتها للبعض الاخر ، ما اعتبروه شعارا ينافي الجهوية الموسعة التي تتاسس على
ترسانة قوية تجعل من آلياتها تحقيق التوازن و المساواة بين اقاليم الجهة و مراعاة
سياق الاولويات.
الجهة قدمت شاحنة صهريجية و لم تقدم ما يمكن من معالجة
الاكراهات التي يعيشها الاقليم رغم حديث الصالونات الانتخابية حول كونه اقليما
غنيا و يتجاوز بكثير باقي اقاليم الجهة الاشد فقرا و هو المنظور الذي يعاكس واقع
الحال .
كل منا يستحضر جيدا القولة الشهيرة " لماذا لم
يطرقوا جدران الخزان " الذي جاءت في رواية غسان كنفاني "رجال في الشمس" ختمها بها
حيث تتحدث الرواية عن ثلاثة فلسطينيين جمعتهم ظروف النكبة ورحلة
البحث عن لقمة العيش في بغداد بحثا عمن يهربهم الى الكويت عبر الحدود والتقوا "ابو
الخيزران"الفلسطيني الذي يعمل لدى احد الشيوخ كسائق لصهريج ماء حيث عرض عليهم تهريبهم عبر الحدود بان يختبئوا
داخل الصهريج اثناء عبور النقطة الحدودية وتم الاتفاق وعبروا الحدود العراقية
بسلام وعند وصولهم الى الحدود الكويتيه دخل الرجال داخل الخزن وذهب ابو الخيزران
الى النقطة الحدودية لختم اوراقه فاستوقفه حرس الحدود ممازحين له طالبين منه
اخبارهم باخر مغامراته الجنسية في بغداد والتي لطالما حدثهم عنها على الرغم من
عجزه الجنسي نتيجة لاخصائه من طرف الاحتلال الاسرائيلي اثناء التعذيب، ولما لم
يستطع التملص منهم حيث اخبرهم بما يرغبون
وذهب راكضا الى الصهريج وقاده مبتعدا عن النقطة الحدودية عندما توقف ليتفقد حمولته وجدهم قد فارقوا
الحياة ثلاثتهم فانتظر حتى هبط الليل واخرجهم من الخزان لدفنهم في الصحراء وبعد ان
انهى مهمته هبط على رأسه خاطر مفاجيء واطلق صرخته، لماذا لم يطرقوا جدران الخزان؟
فاعضاء
المجلس الاقليمي للفقيه بن صالح رفضوا الاختباء داخل صهريج الشاحنة لان عبورهم
يقضي ان يكون علنا وهم في غنى عن صهريج الجهة الذي قد يساهم في تعجزيهم عن المعالجة الحقيقية
لاشكالية الماء الصالح للشرب دونما حاجة لهذه الشاحنة المصهرجة بالربط بالماء بدل
هذا الحل الترقيعي الموسمي .