محمد فرطيط
اخرج المصباح من قمقمه ماردا مزعجا يطوف كالبرق بين شوارع المدينة ،
فذخيرته لا تستهلك كباقي الالات المشتعلة ، تقتصد في طحن الزيت و الوقود و لا
تتوانى في ازعاج الساكنة بأبواقها المشحونة، كل شيء اصبح مباحا فهي ايام معدودات و
ينتهي العرس فتكشف سرائر البيت و يخرج الفحل من بين رؤوس الغنم منتظرا تثليث ذريته...
لم يكن المصابحة يؤمنون بتوظيف الموسيقى و دندنات الدفوف في اثارة
المواطنين و لو ان ألحانها لا تصل اليهم للسرعة التي يخترق بها المارد المزعج سكون
المدينة ، فقد غزا دروبها قبل شوارعها و لا يفرق بين سجن و مشفى و مقبرة ، بل عكر
على رواد احدى المقاهي سكونهم بشارع تمكنونت و شد انتباههم عندما حط فراقيشه
بجوارهم و صوب مكبرات صوته نحوهم فكادت ان تتحول القضية الى جلسة لصرع الجني و
ارجاع المارد الى قمقمه عندما كانوا يتابعون مباراة بين فريق الوداد البيضاوي و خصمه
الجزائري و اعصابهم فوق نار ساخنة اشد من نار المصباح .