بقلم : يونس رفيق
التعليم في الدول
التي تحترم نفسها أولوية الأولويات لذلك تجد مستوى التعليم العمومي في هذه الدول
مرتفعا ، عكس التعليم الخصوصي الذي يتوجه إليه ضعاف المستوى من التلاميذ الذين لم
يستطيعوا مواكبة المستوى المرتفع في المدارس العمومية ، و لأن المدارس الخصوصية
تعتبر محطات إنقاذ لا غير فإن تواجدها في هذه الدول يعتبر نادرا.في المقابل
التعليم الخصوصي في الدول التي لا تحترم نفسها يعتبر أولوية الأولويات لأنه يشكل
مصدرا للثراء و الكسب السريع لأصحاب مشاريع المدارس الخصوصية .عكس التعليم العمومي
في هذه الدول الذي يلجأ إليه ضعاف الدخل و الفقراء .بل حتى الطبقة المتوسطة في هذه
الدول أصبحت تفضل تعليم أبنائها في المدارس الخصوصية رغم المصاريف الباهظة جدا بعد
قناعتها بأن التعليم العمومي يحتظر منذ زمن بعيد و لا ينتظر إلا لحظة السكتة
القلبية. الفرق بين النموذجين هو الإرادة السياسية …بين نموذج يؤمن بأن الإستثمار
في تعليم البشر يشكل عامل تقدم و استقرار وتحقيق الإزدهار و نموذج يعتبر البشر
أرقاما انتخابية ليس ضروريا أن يكون متعلما و واعيا قادرا على التحليل و النقاش.
بل إن هذا النموذج ذهب بعيدا إلى حد اعتبار أن الشعب إذا تعلم فهم و إذا فهم طالب
و إذا طالب ثار، و لذلك شعب جاهل بالنسبة للدول التي لا تحترم نفسها خير من شعب
متعلم. الحقيقة التي لا لبس فيها هي أن تقدم الشعوب يكمن في تعليمها ، و هو حق
واجب على الدولة توفيره وبجودة عالية ،و تخلي الدولة عن هذا الدور يجعل الشعب في
مواجهة لوبيات همها الأول و الأخير جني الأموال الطائلة تحت طائلة توفير التعلم
بجودة لا تتوفر في التعليم العمومي و لأن الأمر يتعلق بفلذات أكبادها فإن الكثير
من الأسر تقبل الأمر لأنه غير قابل للتأجيل.
في الدول التي لا
تحترم نفسها ، يكون ضعف مستوى التعليم العمومي ممنهجا و بإرادة سياسوية لفسح
المجال أمام تجار التعليم الخصوصي الذين لا هم لهم سوى البحث عن الثروة تحت شعار
التعليم بجودة عالية و الحال أنه فقط أحسن من التعليم العمومي الذي استنفذ كل
مخططات الإصلاح لذلك فالدولة متهمة بالإهمال الذي سيؤدي للوفاة.