الحسين شهب
ذبابة غريبة اسمها ذبابة الرمل ليست كباقي
الذباب تتربص بالأطراف العارية في غفلة من صاحبها تلسعه لتترك طفيليها, مع انقضاء
الأيام الطفيلي يسبب تشوهات وتقرحات جلدية يخجل الإنسان المصاب بها أن يظهر للعيان.
الذبابة البغيضة تختار من الناس أفقرهم و
من الأماكن أوسخها و من الحيوانات كلابها و فئرانها لتنشر مرضها بين فقراء
المغاربة في جغرافية اسمها زاكورة, أعطينا للمرض اسما “اللشمانيا” و لذبابة اسما
“ذبابة الرمل” و المرضى في كل سنة نحصيهم..لم نسمع أبدا بهذه الذبابة المتسلطة
تجوب أحياء المنازل الفاخرة و الدروب النقية لأن هؤلاء من العيب أن نترك الأزبال
تتراكم أمام بيوتهم العاجية, و الكلاب و الفئران تجوب أزقتهم الراقية..أما فقراء
القرى كما هي زاكورة فلا ضير أن تتجمّع نفاياتهم و لا تسمّم فئران حقولهم و أن
يكون للكلاب الضالّة حق في الجولان, وكل هذه تنجدب إليها ذبابة الرمل لتجمع في
أحشائها طفيلي اللشمانيا.
أقول إن اللشمانيا هو “مرض العار”, نعم عار
على جبين المسؤولين, لأن جمع النفايات و طمرها مسؤولية, تدبير المياه العادمة
مسؤولية, تسميم الجرذان مسؤولية, توفير العلاجات مسؤولية…ومن المسؤولية أن لا نقف
كل سنة نحصي مرضانا.
أيتها الذبابة اللعينة اتقي الله في فقراء
المغرب, فهم لا يملكون لأنفسهم عندما تلسعينهم إلا الحك ثم الحك ثم الحك حتى تنزف
جلودهم.