حميد رزقي/ أزيلال
تحت شعار ”التراث الشعبي دعامة أساسية للتنمية
المحلية ”تحتضن جماعة تاونزة بإقليم أزيلال خلال الفترة الممتدة ما بين 1 و3 مارس
2018 فعاليات المهرجان السنوي لجماعة تاونزة في نسخته الثامنة.
يسعى المهرجان الذي دأب المجلس الجماعي على تنظيمه إلى التعريف بالمؤهلات
الطبيعية والثقافية والسياحية والبيئية للمنطقة، والى إعادة إحياء التراث
الثقافي والتعريف به محليا ووطنيا.
ويهدف المجلس
الجماعي ، حسب قول محمد أوشيخ رئيس الجماعة إلى جعله آلية للتواصل الاجتماعي والاقتصادي،
الغاية منها ، تشجيع المستثمرين على
الاستثمار بُغية إنعاش الحركة السياحية
بالمنطقة ، وتحفيز الشباب بالمقابل على
الانخراط في مبادرات ذاتية وفي الأنشطة المُدرة للدخل ، وذلك عبر الاهتمام
بالمنتجات المحلية وتثمينها وتشجيع العمل التعاوني والجمعوي.
وتقول مصادر الجريدة ، أن المنظمين يراهنون على أن
تتخلل المهرجان مسابقات التبوريدة، لكن هذه السنة بنسخة مميزة عن سابقاتها ، تستحضر
مشاركة عشاق هذا "الفن الملحمي" من مختلف مناطق الجماعة الترابية ومن الأقاليم المجاورة ، ترسيخا لثقافة التواصل والتعارف التي كانت ولازالت تشكل إحدى تجليات هذه التظاهرات
الكرنفالية منذ سنوات.
ويرغب المجلس الجماعي ،يقول رئيس المجلس
الجماعي، إلى جعل المهرجان لحظة زمنية ليس
فقط للفرجة والترفيه ، وإنما أيضا للإبداع وصقل المواهب وتحفيز المتفوقين دراسيا
ورياضيا ، حيث سيكون لأبناء الدواوير فرصة
للتباري في مباريات رياضية (كرة القدم والعدو الريفي) على جوائز قيمة لها نكهة
خاصة تستمدها من المتابعة الجماعية لأبناء القبيلة.
ويؤكد الحسين مشاش عضو المجلس الجماعي على أن المهرجان
إلى جانب دلالاته الرمزية المتعددة ، يبقى فرصة لساكنة المنطقة لإبراز مختلف
مكونات الموروث الثقافي والسياحي الذي تزخر به المنطقة، وفسحة لإنعاش الاقتصاد
المحلي من خلال عرض المنتجات المحلية، الذي من المنتظر أن تعرف إقبالا مهما هذه السنة
بسبب الظروف المناخية المواتية .
ويقول مشاش أن
الاحتفال كظاهرة اجتماعية متجذرة منذ عصور في الثقافة المغربية ، كان يهدف خارج
إطار الزمن والمكان إلى مد جسور التواصل مع المحيط، أما الآن فهو يربو إلى تحقيق هذه الغاية
بين ساكنة الجماعة الترابية والجماعات المجاورة ،بما أنه بات يشكل موعدا سنويا وفرصة
سانحة لأبناء المنطقة للتواصل مع الزائرين من مختلف أقاليم المملكة وخارجها، ويتطلع
،إلى جانب ذلك ،إلى أن يكون موعدا تجاريا واقتصاديا وواجهة حقيقية كفيلة بتسويق ما
تزخر به المنطقة من موروث "غني " ربما لم يجد بعد مكانته في المخططات
التأهيلية ليتم تصنيفه ضمن الموروثات الوطنية من اجل صيانته وتقديمه للأجيال
القادمة.
وتفيد مصادر الجريدة على أن السلطات المحلية
بإقليم أزيلال دأبت على إضفاء صبغة التميز على مختلف التظاهرات التي تنظمها مختلف
الجماعات الترابية بالإقليم ، وذلك عبر حرصها على تنويع فقراتها بالشكل الذي
يتلاءم وخصوصيات المنطقة، لكن مع الرهان على تأهيل هذه "الكرنفالات الفنية"
لكي تنتزع بصمتها الوطنية في أفق تسويق كل
المنتجات المحلية التي باتت تتميز بمواصفات عالية( زيت الزيتون ، عسل الزقوم
، منتوج الخروب واللوز ، ولحوم الماعز ...)،
والتعريف بالمنتوج السياحي الذي يزخر به إقليم أزيلال، والذي يُجمع الكثيرون على أن تسويقه لا يزال يحتاج إلى تظاهرات
وندوات كبرى.