بوليميك : التعمير ببني ملال في ذمة الله

محمد فرطيط

تشوهات عمرانية رسمت على مدينة بني ملال جانبا قاتما يشهد على حس يميل الى الشوهة كلما تعلق الامر بالتعمير و البناء ، جرات اقلام استباحت عذرية المدينة و تلاعبت في تصاميمها كلما تعلق الامر بتصميم تهيئة لتحول الخضرة الى اسمنت مسلح و تزحف طولا و عرضا على الورق و على اليابسة ...

كانت صيحات كثيرة قد علت في وقت سابق تحذر من اكتساح البناء للمجال الاخضر دون ان تصل الى الباب المنشود فسدت في وجهها الطرق لان لوبي العقار و البناء كان اقوى و كانت شهيته مفتوحة لابتلاع كل "قنت" من المدينة و حقول الزيتون التي كانت تشكل حزاما اخضرا للمدينة عرت جذورها  اساسات البناء و دكتها بالاسمنت و الخرسانة فاصبحت المدينة في وقت سابق عبارة عن تجزئات اشبه بالعشوائية و عمرت لسنوات قبل البناء كما ان بعضها تزاحم في بقعها الملاكون بعد ان بيعت البقع فوق ظهور الاخرين ....

تمدد البناء و صال وجال بمدينة بني ملال فوسع شعاعها الحضري و ضم كل الاحواز القريبة لتدخل كرها ضمن تصميم التهيئة و تتم تغطيتها بوثائق التعمير لكن لم يفكر القيمون على هذا القطاع  في حجم الضرر الذي قد تكلفه بناية داخل المدينة تنطع تصميمها ليخالف القواعد و لو ان جرات الاقلام سهلت هذا التنطع من تشويه لمعالم المدينة ...فبنايات كثيرة شكلت استثناءا فباتت مسخا عمرانيا في مناطق وجب ان تبقى محافظة على خصوصيات تلائم المدينة ...و الان اشغال على قدم و ساق في احد احياء المدينة الجديدة في فترة الاستعمار الفرنسي ببني ملال – زنقة فندق باريس – بعد ان هدمت البناية السابقة فاعطي تصميم يزيد بشرفة من كلا الواجهتين في زنقة من ستة امتار في تضاد تام مع باقي بنايات الزنقة لتنضاف الى جرات اخرى زين اعمالها من يرون جمال المدينة في خرق المألوف ...