-
حميد المديني
حققت جمعية شمس
للتوحد بخريبكة انجازات غير مسبوقة بالإقليم ، وأخذت على عاتقها مسؤوليات ، وركبت
التحديات من اجل فئة الأطفال التوحديين ، هذه الفئة التي تتطلب وسائلا لوجيستيكية
وتربوية مكلفة ماديا واطر متخصصة في المجال ، واستطاعت اليوم أن توفر الظروف
الملائمة والبرامج التربوية لكل طفل على حدة ، ويستفيد من هذا 24 طفلا .
وكسبت الجمعية
رهان التحديات ، إذ وبعد تأسيس الإطار القانوني نظرا لغياب المراكز والأخصائيين في
مجال التوحد ، والذين من المفترض أن تلجأ
لهم الأسر قصد التدخل المبكر خصوصا مابين سن 3 سنوات و11 سنة ، - أي الأخصائيين في : الدعم النفسي التربوي تخصص
التوحد – مصحح النطق – الدعم الحسي الحركي - ، ارتأت الأسر الالتئام لتأسيس هذا الإطار الذي سمي بجمعية شمس للتوحد في 15 ماي 2015 ، الذي بدأ اشتغاله
الفعلي في سنة 2016 ، وتم في نفس سنة التأسيس توفير أقسام تعليمية خاصة بفئة
التوحد - لأول مرة في الإقليم – داخل المؤسسة
التعليمية العزيزية والتعاقد مع مجموعة من
الأخصائيين ، هذا مع العلم أن فئة التوحد تحتاج اطر تربوية خاصة – مرافقة تربوية -
لكل طفل توحدي باعتماد برنامج تربوي فردي حسب قدرات كل طفل على حدة ، وأدوات
تربوية تعليمية خاصة .
واستطاعت الجمعية أن تنظم دورات تكوينية في
المجال لفائدة اسر الأطفال التوحديين من تأطير أخصائي في الدعم النفسي التربوي ،
منها نشاط تحسيسي بالمركب التربوي في شهر ماي 2016 بمناسبة اليوم العالمي للتوحد
قصد التعريف والتحسيس بالتوحد وكل المعيقات والتحديات والمكتسبات تحت شعار "
انا مختلف مثلك ".
وفي بداية تأسيس
الجمعية كان هناك ستة أطفال يخضعون
للبرنامج التربوي واليوم وصل العدد الى 24 طفلا مع لائحة للانتظار ، وحسب شهادة الأسر
فهناك تحسن لدى الاطفال في التواصل والنطق
والقراءة والكتابة .
وتشتغل الجمعية
بشكل يومي من 9 صباحا الى 4 مساء باعتماد الموسم التربوي التعليمي الخاص بالمدارس
العمومية ، ويواجه طموحها عدة اكراهات منها
التكاليف المادية الباهظة ، وتتجلى
في التعاقد مع الأخصائيين والواجبات الشهرية للمرافقات التربويات والتجهيزات
الخاصة ،وتتحمل هذه التكاليف اسر الأطفال
التوحديين لان الجمعية لا تتلقى إلا دعما وحيدا
من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ووزارة التربية الوطنية التي منحتها الأقسام
بمدرسة العزيزية.
وتتطلع الجمعية إلى تخفيف العبء المادي والتكلفة الباهظة عن الأسر سواء ذات الدخل المحدود او المعوزة ، وكذلك
إلى إدماج الأطفال التوحديين في التعليم العمومي
كحق من الحقوق ، والخروج من عزلة المراكز الخاصة حتى لا يبقى الطفل انفرادي
وانطوائي مما يصعب عملية دمجه في المجتمع .
ومن معيقات اشتغال
الجمعية في مجال مكافحة التوحد هو الندرة في عدد الأخصائيين المعتمدين من طرف وزارة الصحة
بالمغرب ، وتمركزهم في المدن الكبرى ، مما يزيد في تكلفتهم المادية بفعل تنقلهم إلى مدينة خريبكة كل أسبوع قصد تتبع الأطفال
المستفيدين ..
هذه الاكراهات لا
تشجع اسر الأطفال التوحديين في الانخراط او الاستمرار في الجمعية لان التكلفة باهظة
، وهذا يجب أن تأخذه الجهات المانحة للدعم في الحسبان ، وان تأخذ بعين الاعتبار
أيضا عمل الجمعية التربوي والذي تقوم به بشكل يومي وعلى مدار السنة وما يتطلبه ذلك
من اطر بشرية و وسائل مادية ولوجيستيكية كبيرة.