بقلم: حسين شهب
أنا أشاهد عبر قناة اليوتوب الحلقة 14 من
المسلسل السعودي الكوميدي “شير شات ” تحركت فيّ مشاعر الغضب و الحسرة.. فتيل الغضب
أشعلته اللقطات الفارغة من كل إبداع واحترام و صون لكرامة المغاربة, حيث أنها إلى
جانب السيناريو لم تكن إلا تحقيرا للمرأة المغربية وتنقيصا من كرامة الرجل,إذ رسم
المخرج لهما إطارا من الديّوتية و العهر و أدخلهما فيه, ليقول لكل من شاهد هذا
الإنتاج الهجين أن المغرب أرض بغاء و بالمال تشتري ما تشاء حتى شهامة الرجال.
كان للمخرج أو هيئة الرقابة بالسعودية وحتى
بالمغرب أن تسطّر الحدود لهذا العمل لأن كل ما يعرض على التلفاز له من الخطورة ما
يكفي في إمالة الناس وتكوين قناعات لديهم و إن كانت تجانب الصواب , فصعب جدا ومن
قلة أدب أن تقول لكل أسرة سعودية و خليجية عبر التلفاز أن المغرب بلاد المتعة
الجنسية و سوق نخاسة لها.
إن كان للمخرج نيّة فضح الفساد الأخلاقي لبعض
السعوديين “مع التشديد على بعض” حيث ظهر في الحلقة المذكورة الممثل يوهم زوجته أنه
مسافر إلى الحرم الشريف و المدينة المنورة للعبادة في حين أنه عقد العزم و رفيقه
أن يحطّا متاعهما أو بالأحرى فحولتها بمدينة مراكش..إن كانت النية فضح مثل هذه
الممارسات فالأحرى أن تكون بإبداع فني راق يتماشى و مكارم أخلاق الكثير من الأسر
السعودية التي تشاهد التلفاز, فهناك ألف طريقة لنقول “لا”,وهنا يكمن الإبداع و
الذكاء.
يا أهل “شيت شات” المغرب أرض الكرامات و
الولاة و حفظة القران, أرض ثريا الشاوي أول امرأة عربية و مسلمة تقود الطائرة,أرض
زينب نفزاوية مرشدة و حكيمة وزوجة يوسف ابن تاشفين محرر الأندلس,أرض فاطمة الفهرية
مؤسسة أول جامعة علمية معرفية في العالم, أرض كنزة الأوربية التي ثبّتت راكائز
دولة الأدارسة بالمغرب,أرض سحابة الرحمانية التي أخضعت السلطان العثماني لصالح حكم
ابنها مروان عبد المالك السعدي بالمغرب..يا أهل “شيت شات” المغرب أرض السيدة الحرة
التي حكمت تطوان وبسطت نفوذها في شمال المغرب في القرن 16,أرض رقية والدة شيخ
العلماء المختار السوسي صاحب موسوعة “المعسول”…و اللائحة طويلة .
يا أهل “شيت شات” لكل مجتمع عرضه, و العرض
حدود أخلاقية فلا تعتدوها.