محمد فرطيط
قد نحلم يوما و نستفيق كما حلم ابطال فيلم "كوكب القردة" المأخوذ
عن رواية لبيير بول و هم رواد فضاء حيث وجدوا ان مركبتهم قد تحطمت و بعد محاولتهم الهروب يتعرضون
لهجوم من القردة التي تحاصرهم و تقبض عليهم بعد تبددت حضارة الانسان و سيطر ابناء
زنة – القرود - على هذا الكوكب ...قد
نستفيق ببني ملال على وقع غريب مشابه كلاب ضالة تحكم سيطرتها على المدينة .
انه واقع اصبح معاشا بمدينة بني ملال كلاب ضالة تحتل عددا من الساحات و
المدارات الخضراء و تشارك الراجلين الرصيف و تجبرهم احيانا على اخلاء الطريق لتعبر
دون ازعاج او مضايقة فهي ليلا تمتلك الميدان و تضرب طوقا على المدينة و تصبح
عصاباتها خطرا على الافراد خاصة الاطفال و المواطنون الذين يقصدون المساجد في الساعات الاولى
من الصباح لصلاة الفجر .
لا نفهم عجز المجلس البلدي لبني ملال عن احتواء هذه الظاهرة الخطيرة نزوح
جماعي للكلاب الضالة و هجوم على مختلف احياء و ساحات المدينة بحثا عن الطعام و
التزاوج و تفريخ النسل لتطعيم امبراطورية الكلاب الضالة بجراء جدد يتدربون على
كيفية التعايش مع هذا الوضع ...
قبل سنة اقدم المجلس البلدي على اعتماد تخريجة جديدة للحد من نفوذ الكلاب
الضالة و تهديداتها لسلامة المواطنين باعتماد الرصاص من خلال تفويض الامر لاحدى
جمعيات القنص ببني ملال التي قنصت حينها ازيد من 500 كلب ضال و لو انها خلفت ردود
فعل لدى الساكنة بين رافض و متحفظ و مشجع على اعتماد هذه المقاربة باعتبار ان
الرصاص اخف الاضرار في معالجة هذا الامر على حساب استعمال مواد سامة للكلاب الضالة
قد تاتي على حيوانات اخرى اليفة و تعذر اعتماد الطريقة القديمة التي تستنزف مجهودا
كبيرا دون الوصول الى نتيجة كبيرة – القبض عليها متلبسة - .
المجلس البلدي حائر في هذا الامر و الساكنة تزداد تخوفاتها من عدوانية عدد
من الكلاب الضالة و تشويهها لجمالية المدينة من خلال ترييفها و جعلها شبيهة بقرية
كبيرة و نحن في انتظار ما سيؤول اليه هذا الفيلم الذي قد تتحول سيناريوهاته الى
فيلم مشابه لكوكب القرود على ان الكلاب الضالة ستكون بطلة هذا السيناريو الجديد...