من ضحايا واد شقوندة |
محمد
فرطيط
عندما تدخل والي جهة تادلة ازيلال سابقا عبد الرحمان حنان المتخصص في
الغابات و محاربة التصحر على ضوء الجولات التي قام بها بالمناطق الجبلية المطلة
على بني ملال في احد الاجتماعات و استشعر خطورة استنزاف الرصيد الغابوي بهذه
المناطق حيث اكد ان بني ملال مهددة بالفيضانات و السيول الجارفة القادمة من الجبال
المحادية ...تحركت ادارة المياه و الغابات و دخلت في حملة غير مسبوقة بتسييج
المجال الغابوي التابع لها و الشروع في عملية غرس واسعة للاشجار بهذه المناطق
...لكن بعد فترة توقفت هذه العملية فعادت " التعرية بفعل بشري و طبيعي تظهر
من جديد ليفقد الجبل جزءا كبيرا من غطائه النباتي ، لتظهر تجلياته من خلال فيضانات
الاودية و الانهار و الشعاب المائية التي تخترق المجال الحضري لبني ملال كاودية
كيكو و سابك و الحندق فكان اول اشكال يصادف الوالي الجديد حينها محمد دردوري هو
هذه الاودية الثلاثة التي جعلت ساكنة مجموعة من الاحياء في السافلة او المجاورة
لهذه الاودية تعيش رعبا كبيرا خاصة و ان لذغات هذه الاودية لم تنتهي و تكشر
انيابها كلما هبت عاصفة رعدية قوية او تجاوز معدل التساقطات المطرية 50 ملمترا
...تدخل الوالي دردوري جاء من خلال برنامج حماية المدينة من فيضانات الاودية و
الانهار تكفلت وكالة الحوض المائي لام الربيع بتنفيذه سواء بانجاز سد ثلي و بناء
مجاري و ضفاف هذه الاودية و الانهار و القناطر و هو ما مكن من تجنيب عدد من
الاحياء فيضاناتها لكنها احيانا تزيغ عن مجاريها فتكون اشد فتكا بالساكنة – احياء النخيلة
و المسيرة 2 و الشهداء و بولكرون ...- حيث تحولت قبل ثلاث سنوات عدد من المنازل
الى بنايات عائمة و اتلفت كل محتوياتها و الشكوى لله ....كما لن تنسى ساكنة اقليم بني
ملال حادثة غرق 6 اشخاص بمنطقة ايت حمو عبد السلام صباح الثلاثاء 09 مارس 2010 بعد
ان اجتاحت سيول واد شقوندة المنازل المجاورة مخلفة هذا الرقم الهائل من الضحايا في
الارواح و في المواشي ...
الفيضانات تبقى امرا تعجز عن تدبيره حتى الدول المتقدمة ، لكن سياق
المعالجة يجب ان ينتبه الى مصدرها و مدينة بني مصدر فيضاناتها الجبل المطل عليها
الذي تعرت قممه من الغطاء النباتي فصارت مياه الامطار و السيول تجد ضالتها لتجرف
كل شيء في اتجاه السافلة ...و نحن لا نشك في قدرات الوالي عبد السلام بكرات في
معالجة هذا الاشكال و وضع نهاية لهذه المعاناة التي دامت لعقود ووضع برنامج مندمج للحد من مخاطر الفيضانات
التي أصبحت تقض مضجع سكان المدينة.