نور الدين زوبدي
توالت الأحداث و كترث الروايات المقدمة ، و
تناسلت التحليلات ، لا أحد آستطاع إيجاد المخرج المؤدي إلى الخلاص من الأزمة ، مما
جعل الفاعل السياسي النزيه والمخلص تائها و منشغلا بالبحث عن الجواب الصائب لكل ما
يحدث حوله، وداخل بيته الحزبي المهدد بالإنهيار فوق رأسه ، حيث لم يعد يتق في
تطمينات قيادته، والبرامج المقدمة في مجالسه، مادمت لا تقدم الحلول الشافية
القادرة على تكسير الإنتظارية ، و الملامسة لإنتظارات الشعب و قواه الحية .
مهما حاول البعض فعجلة الحياة السياسية
لن تتحرك ، رغم الحملات الإعلامية المخدومة من قبل الجهات المستغلة، و الدعم
المقدم ( المالي و السياسي ) ، لعدة إعتبارات يجب أن يفهمها كل من يقف وراء تقطيع
الخرائط السياسية، بإضعاف أحزاب حقيقية منبتقة من الشعب، والنفخ في أخرى صنعت
لتلعب دور الكابح المتحكم المعرقل لكل تحرك مستقل لا يصب في مصلحة الجهات المعلومة
، وقد تحقق ذلك بفعل التحولات المجتمعية الذي حدثت في الآونة الأخيرة ، وكانت
مواقع التواصل الإجتماعي سببا في حصولها ، حيث أصبح الشأن العام يناقش على صفحاتها
بكل حرية وعلى نطاق الواسع ، ولم تعد وسائل التواصل القديمة ( الجرائد الورقية
والإلكترونية ) قادرة على التأثير في الرأي العام ، بل أن بعضها لا يقدر على
مجابهة القوة الضاغطة التي تشكلت في تلك المواقع الإجتماعية .
إن الوضع الحالي لا يبشر بحدوث أي إنفراج
سياسي ، يرجع للأحزاب السياسية مكانتها، كي تقوم بدورها المهم في التأطير و
التنظيم ، و أخد زمام المبادرة لإقتراح المخارج المناسبة الكفيلة بإخراجنا من
الأزمة، ووضع حد للآحتقان الإجتماعي المتزايد، وذلك راجع بالأساس إلى تمسك الجهات
المتحكمة بطرحها المغلوط للسياسية ، ومحاولاتها المتكررة الفاشلة الرامية إلى خلق
البديل ، المرة الأولى بالإعتماد على النفود السلطوي والذي أبان عن فشله في تحقيق
المطلوب، و ترك أضرار لازلنا يعاني من تأثيراتها على مصداقية المسلسل الديمقراطي
ببلادنا ، والثانية المرتكزة على تدبير المقاولة ، والتي تنبأ القائد الإتحادي سي
عبد الرحيم بوعبيد بفشلها ، حيث قال :" لا يمكن أن تسير شؤون الدولة بالعقلية
التي تسير بها شؤون شركة .. "
إن إستمرار المحاولات وعدم الإكثرات إلى
ردات الفعل الرافضة التي يعير عنها الشعب في كل مرة ، يجعلنا نعيش زمنا سياسيا
ضائعا لن نجني منه إلا الإحتقان ، ومزيدا من التبخيس للمؤسسات، و النفور الواسع من
العمل السياسي النبيل ، و خلق الفراغ القاتل المحتضن للتطرف والخطاب العدمي المدمر
لكل ما حقق من مكتسبات .