نور الدين زوبدي
بمناسبة عيد الإستقلال، ونظرا لما تشكله
هذه المناسبة من إستحضار للدلالات و العبر ، طرح على بالي السؤال التالي : ما معنى
الإستقلال ؟
للإجابة على السؤال الكثير المعاني ، مكت
لمدة طويلة أفكر ، لكي أجد الجواب القريب من المعنى ، و حاولت أن أكون صريحا بلا
قيود ، و شرعت كتابة هذه الاسطر القليلة ، التي يمكن أن تفي بالغرض .
الإستقلال في اللغة ، يعني عدم التبعية
والخضوع ،والقدرة على اتخاذ القرار وتنفيذه، و لهذه الكلمة عدة تفسيرات ، إنطلاقا
من الزاوية التي ننظر منها إليها ، فالسياسي مثلا له معنى مختلف لكلمة الإستقلال،
وكل واحد من السياسيين له تفسيره ، و له رؤيته الخاصة ، فمنهم من يختزل المعنى في الإستقلال
الشكلي، أي عدم تبعية الدولة أو الوطن للإدارة المباشرة للدولة المستعمرة ،
ويتجاهل التبعية الاقتصادية، و الهيمنة على القرار الدولي من قبل دول ظلت تمارس
الوصاية والرقابة على الدول التي كانت تحتلها، لكي تحافظ على مصالحها الإقتصادية
في تلك المناطق ، وهناك سياسيون وأحزاب لازالوا يعتبرون أن الإستقلال الحقيقي لم يكتمل بعد ،
ولا بد من مواصلة النضال على جميع الواجهات ، واننا لازلنا في منتصف الطريق ، وأن
ما تحقق لا يشكل إلا الجزء اليسير من الإستقلال .
الإستقلال السياسي ظل يشكل أول مطالب
الشعوب التي كانت مستعمرة ، رغم "تحرر " الكثير من الدول من قبضة الدول
الاستعمارية الكبرى التي لازالت مهيمنة على الساحة الدولية ، و تمارس وصايتها عن
طريق مجلس الأمن( الأعضاء الدائمين ) ، و تتدخل في الشؤون الداخلية عبر دعم
التمردات، والإنقلابات العسكرية. لذا فمطلب الإستقلال السياسي لازال مطلوبا لحد
الساعة.
أما على المستوى الداخلي ، تعاني الأحزاب
السياسية من تدخلات الجهات المسيطرة المتحكمة ، التي تعمل على إخضاع كل الهيئات
السياسية إلى سلطتها ، و التأثير على قرارتها ، و فرض القيادات التي تأتمر
بأوامرها ضد على قواعدها و خطها السياسي ، لذلك الإستقلال السياسي لا يمكن تحقيقه
الإ باستقلال الأحزاب السياسية و عدم تبعتيها، لأنها هي المسؤولة على بلورة
السياسات المجسدة لإرادة الشعوب، والمترجمة لأصوات المواطنين والمواطنات على أرض
الواقع .