نورالدين زوبدي
منذ ان إندلعت شرارة الحراك الشعبي ضد العهدة الخامسة للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة ، وقيادة جبهة البوليساريو تتابع التطوارت دقيقة بدقيقة ، واضعة أمامها كل السناريوهات المحتملة ، ومتخوفة من فقدان المؤسس و الحاضن الرئيس لها، وما قد يحصل من تحول في المواقف ، حينما ستصعد طبقة سياسية جديدة تؤمن بوحدة الشعوب ، و تناهض الحركات الإنفصالية .
جبهة البوليساريو تعيش أحلك الظروف ، بسبب ما تشهده الجزائر من أزمة حكم ، وخلاف واضح على من يخلف الرئيس المريض ، و النكسات الدبلوماسية المتتالية التي تلقتها خلال هذه السنة . فالأمل الوحيد المتبقي أمامها هو بقاءإن الحكام القدمى ولو لولاية واحدة، لترتب أمور التفاوض مع المغرب ، المنتصر ميدانيا ودبلوماسيا و تنمويا ، وقبول مبادرة الحكم الذاتي قبل فوات الآوان .
العهدة الخامسة تعني للإنفصالين الحلم المتبقي من مسلسل تقرير المصير ، الذي تغنى به عبد الغزيز بوتفليقة في خطبه المساندة للجبهة ، مستدلا به لدعم أطروحة الإنفصال ، التي غدت صراعا طويلا ظل يعاكس طموحات الشعبين، المغربي والجزائري، الشقيقين .
لاشك أن التدافع الحاصل بين القوى السياسية اليوم في الجزائر ، سيكون له لا محالة إنعكاس على مسلسل التسوية لنزاع مفتعل ،ظل يخدم أطرافا دولية متصارعة على النفود في شمال إفريقيا ، و معرقلا لتنمية بلدان لها قواسم مشتركة ( اللغة ، الدين ، الموقع الجغرافي ، التكامل الإقتصادي ...) ، وفي إعتقادي المتواضع ، قد يعجل بقبول المقترح الواقعي ( الحكم الذاتي تحث السيادة المغربية ) ، كخيار انسب ، يطوي صفحة مؤلمة من تاريخ الكفاح لإستكمال تحرير المنطقة من مخلفات الحرب الباردة .