محمد فرطيط
شبهت مدام بروبر نفسها في احدى تدويناتها
بطائر الفينيق في إسقاط غريب – بزز- لهذا
الطائر على شخصيتها ، و في تباعد تام بين ميكانيزمات هذا الإسقاط أو التشبيه مع ان
طائرها يبقى دوما خرافيا اسطوريا و هي
الصفة التي يمكن أن تتناص معه فيها لأنها كائن تخريفي – يعني في الأحرف المكونة
لهذه الصفة الخاء و الراء و الفاء و الياء
- فهي تخريفية و خريفية في الوقت
ذاته تتساقط اوراقها و تفترش لتدوسها الأقدام و تنغرس فيها الأقلام المنجورة ...
لم تكن بروبر من خريجي كبريات المدارس و لم
تتتلمذ على يد جهابذة السياسة لتخرج نموذجا مشوها قلب المفاهيم رأسا على عقب و حولت
كل القيم الى موارد نفعية براجماتية تأسست على عشق طائش للسحت الانتخابي، مجبذة
عنقها ليس كطائر الفينيق الذي يمثل السلام و المحبة و يحس بآلام البشر وإذا بكى
على أيِّ جرح يبرأ، وإذا مرَّ، ترك وراءه رائحة المر واللبان. فمدام بروبر إذا مرت
على قوم شنفت أنوفهم و تركت وراءها ريحا كرائحة الحلوف تزكم الأنوف كل هبت ريح
وكيلية على امتداد ولاية انتخابية كاملة .
في الاساطير الاغريقية القديمة يحكى ان إلاهة
القبح منوس سجنت الفتى الوسيم إكاروس في قعر ظلمة ، اراد الهرب من سجنها فصنع
لنفسه جناحين من الشمع ، طار من الظلمة متجها نحو الشمس لكن كلما اقترب منها كلما ذاب
الجناحان مما يطرح السؤال هل سيصل اكاروس الى الشمس ؟ هي كذلك بروبر سجنت القيم و
المبادئ لتنسلخ منها شخصية تدعي ظاهرا البروبرية و باطنها "منوسي" تنسل
منه صفات أعطت لهذه الشخصية صورة متناقضة تغرف من كل معاني الازدواجية في الشخصية
و تنقلب في المواقف و تحكم قاعدة " اللي حط اكثر " في كل عملية من
عملياتها البوتشناقية .
بروبر ليست بوتشسشية و لا تنتمي لاحدى
الطرق الدينية لانها كائن سحتي يتحرك في تشناقت و كل ما يدر مالا من عمليات
انتخامية سواء كانت في وقتها او جزئية و وفق قاعدة لا محيد عنها بالنسبة لشخصيتها
فهي كبروكوست التي تحكي الاساطير الاغريقية انه قاطع طريق كان يجبد ضحاياه فوق
سرير فيقطع ما تجاوز طول السرير من اطراف او يمدد جسد الضحية ليبلغ طول السرير ،
فمدام بروبر حكمت سرير بروكوست طيلة مدة انتخابها في عملية تسابقية مع الزمن فهي
مرة تقطع و تبتر من المال السايب و اخرى تمطط و تجبد ليصل ال 5 كيلو الى 10
كلغرامات و ما خفي في مسار هذه الاخيرة كان اعظم .
تنبيه : مدام بروبر شخصية من صنع الخيال
الابداعي و لا تمت الى واقعنا بصلة