بني ملال : محمد الحطاب
قد يكون الإنسان ناكرا لأخيه الانسان، وينسى معاناة غيره إلى حد الاحتقار، وهي سلوكيات باتت طبيعية في زمن الجشع وعدم الاكتراث بالآخر، حتى أن هذا الإنسان لم يعد يهمه أن يموت واحد أو جميع المشردين، الذين اقتلعهم القدر من دفئ أحضان أسرهم، وهذا أمر طبيعي في عصر التفاهات وغياب كل معالم الإنسانية، التي أوصى بها الرسول صلع " لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه" حديث صحيح، حيث ان الحديث ربط بين الإيمان وحب الإنسان لأخيه الانسان.
لكن الأشد ايلاما هو لا مبالاة الدولة بهؤلاء المقصيين من كل شيء، وغياب سياسة حقيقية، وليست مناسباتية مرتبطة بفصل بعينه، للتحرك لإنقاذهم، والأخذ بأيديهم لإيوائهم طول السنة بدل شهور معدودة. فهؤلاء الاشخاص يحتاجون للمسة إنسانية صادقة في هذا الفصل البارد، لا تكلف ثمن ما تنفقه الدولة من أموال على الحفلات والسفارات والملتقيات
ولا تلكفها الا القليل مما تؤديها كرواتب ومعاشات للوزراء والمدراء البرلمانيين وغيرهم ... لإنقاذ هؤلاء المتشردين الذين يلجؤون إلى كل أنواع المخدرات، حتى لا يحسوا لا بالبرد ولا بالجوع.
فقبل بداية فصل الشتاء من كل سنة تعقد عمالات اقاليم جهة بني ملال خنيفرة اجتماعات لاتخاذ مجموعة من التدابير الاستباقية لمواجهة موجة البرد، خاصة في المناطق الجبلية، التي تعرف سقوط الثلوج والفياضانات، التي تتسبب في عزل السكان في العديد من المناطق. وفي هذا الصدد عقدت عمالة إقليم بني ملال يوم الجمعة 16 أكتوبر الجاري اجتماعا خصص لهذه الغاية، حضرته كافة القطاعات المعنية بهذه التدابير.
ويعرف اقليم بني ملال منذ ايام موجة من البرد القارس، الذي يؤثر خاصة على الأشخاص دون مأوى، و الذين يعانون من قساوة الطبيعة، سواء على مستوى المبيت أو على مستوى التغذية والتطبيب. فالأمر لا يتطلب فقط عمليات استباقية بقدر ما يتطلب تدخلات استعجالية لإيواء هؤلاء الأشخاص لحمايتهم من البرد ومن الجوع ومن الأمراض، خاصة أن هذه السنة تتزامن مع الأزمة الوبائية التي يعيشها بلدنا، وتتطلب المزيد من العناية والاهتمام بهؤلاء المغاربة بدون مأوى، الذين يقضون حياتهم في العراء.
فماذا أعدت مصالح عمالة اقليم بني ملال وجماعة بني ملال لهؤلاء المتشردين ببني ملال، الذين يتحملون قساوة الطبيعة دون ان يطالبوا بحمايتهم أو ينظموا وقفات واعتصامات أمام مقر الولاية للمطالبة بحقوقهم المشروعة كمواطنين مغاربة ..؟
وهل ستتحرك السلطات المحلية لبني ملال والمنتخبين لاحصاء هؤلاء المتشردين وحماية أرواحهم ، وتوفير المبيت والتغذية لهم، حتى لا تتكرر بعض المآسي السابقة، التي عرفتها بني ملال في السنوات السابقة، قبل ان يعطي جلالة الملك نصره الله تعليماته لإيواء جميع الأشخاص بدون مأوى، وتوفير كل الحاجيات الضرورية لهم من مبيت واكل ولباس وغسل وتطبيب وغيره .. لحمايتهم من التهلكة..؟
الشيء الذي يستوجب وضع خطة عمل تتناسب والوضعية الصحية الصعبة التي يعرفها إقليم بني ملال على غرار باقي أقاليم المملكة، وذلك من أجل ضمان حماية شاملة للساكنة، التي تعيش وضعية هشة، في مواجهة آثار موجة برد محتملة.