الاستراتيجية المُتّبعة لمواجهة تطوّر الوضع الوبائي في ارتباط بالآليات الموضوعة لتعميم التلقيح المرتقب ضدّ فيروس كوفيد-19:
اكد وزير الصحة في اطار الرد على الاسئلة الشفوية للبرلمانيين خلال جلسة يوم امس انه رغم كلّ النتائج الإيجابية المحقّقة، فإنّ الوضع الوبائي سرعان ما تغير بسبب كثرة البؤر الفيروسية مضيفا ان المبرّر الرئيسي لتمديد حالة الطوارئ يعود إلى ملاحظة أن العدد التّراكمي اليومي للإصابات قد ارتفع بشكل مُهول متجاوزاً ما سُجّل في الأسابيع والشهور الأولى عشرات المرات (ويكفي الاشارة هنا إلى أنّ متوسط عدد الإصابات اليومية المسجلة خلال فترة الحجر الصحي، وإلى غاية 11 يونيو المنصرم، قد بلغ 86 حالة إصابة/24 ساعة، بينما تضاعف هذا المعدل 15 مرة منذ الشروع في تخفيف تدابير الحجر الصحي وإلى اليوم ليقفز إلى 1.363 حالة/24 ساعة.
المؤشر الثّاني: معدل مَلْء الأسرّة في أقسام الإنعاش ومصالح العناية المركّزة قد ارتفع من 5% في بداية انتشار الوباء ببلادنا، ليصل اليوم إلى 31,3 %.
السبب الآخر الذي دفع الحكومة إلى خيار التمديد هو عدم التزام بعض الشركات بالاحتياطات وتراخي عدد من المواطنين.
و اضاف وزير الصحة ان الحجر الصحي مَكّن الحكومة من تهيئة شروط إنهائه في سياق استئناف آمن للأنشطة الاعتيادية والعودة إلى الحياة الطبيعية بشكل تدريجي.
في إطار استعداد المغرب للخروج من الحجر الصحي واستئناف الحياة العادية، تم إحداث مستشفيات ميدانية لتجميع الحالات النشطة (التي لم تكن حينها تتجاوز 650 حالة).
كما ان ظهور البؤر الوبائية قَلَبَ كلّ موازين المؤشّرات الأخرى وتحكّم، بالتالي، في مجموع الشروط الأخرى الإيجابية المحققة لذلك، اتخذت السّلطات العمومية عدّة إجراءات، منها:
- إغلاق 8 مدن كبرى وإقامة الحواجز الصحية والأمنية وتقليص الحركية؛
إعداد وتجهيز عدد من المستشفيات الميدانية بكل المدن الذي تفاقم فيها عدد الحالات كطنجة والبيضاء وفاس ومراكش .
- اتخاذ سلسلة من التدابير الاحترازية على مستوى الحواضر الكبرى (كإغلاق الوحدات الصناعية والمهنية والأحياء السكنية التي اكتشف بها أكبر عدد من الحالات – إقامة الحواجز- تكثيف الجولات التفقدية...)
- أصدرت وزارة الصحة قرارا رسميا جديدا بخصوص التكفل بالمصابين بفيروس كورونا عبر تحيين البروتوكول بهدف تقليص آجال العلاج وتحسين ظروف التكفل بالمصابين بالعدوى أي عامل اختطار؛
- سارعت السلطات الصحية إلى اتخاذ حزمة من الإجراءات المستعجلة لتطويق البؤر وتوسيع منظومة التكفّل بمرضى الوباء من خلال:
- بعث لجن مركزية لتتبع الحالة الوبائية بالجهات التي تصاعد فيها عدد حالات الاصابة وتشكيل لجنة للخبراء للتّدقيق في الوضع الوبائي بها.
- دعم الأطر الطبية والتمريضية المشتغلة في المناطق الموبوءة بأطقم إضافية، مدنية وعسكرية، خاصة من أقاليم الجهة المعنية.
- تنظيم حملات الفحص المكثف لفائدة الوحدات الصناعية للكشف المبكر عن أي انتشار للوباء داخلها.
- تحديد مقرات العزل الطبي عند الضرورة في إطار التعاون بين وزارية.
- حرص وزارة الصحة على تعميم الإجراءات والتدابير الميدانية الواجب الالتزام بها في أماكن العمل وأقسام الدراسة..
- التوقيع يوم السبت 10 أكتوبر الجاري على اتفاقيتي الشراكة بين كل من وزارة الصحة، والتجمع البين - مهني للوقاية والسلامة الصناعية، والفدرالية الوطنية للصحة، والوكالة الوطنية للتأمين الصحي، وذلك من أجل تعزيز مقاربات تدبير صحة وسلامة الشغيلة.
- وفي إطار التّحسيس والتّواصل، خصصت وزارة الصحة نشرة يومية إلكترونية تتضمن معطيات عن الحالة الوبائية والتدابير التي يحب اتخاذها والتي تهم الوقاية والاحتراز والتطهير
تنفيذا للتّوجيهات الملكية السامية التي تدعو إلى التعبئة والجاهزية والاستباقية في تدبير المرحلة، انكبت وزارة الصحة مؤخّراً على اتخاذ إجراءات وتدابير عاجلة بشكل استباقي لتعميم تلقيح واعد ضدّ فيروس كورونا بكافة ربوع المملكة وتأمين مخزون كاف منه، بعد ظهور نتائج مشجعة عقب انتهاء التّجارب السّريرية المتعلّقة به.
وقد عُقِد يوم 8 أكتوبر الجاري اجتماع بالمقرّ المركزي للوزارة ضمّ كلّ المدراء الجهويين للصحة بهدف اطلاعهم على تفاصيل حملة التلقيح المرتقبة والتنسيق للإعداد الجيّد لها بتحضير الموارد والوسائل اللوجستيكية ضمانا لإنجاحها فور دخول الّلقاح مرحلة ترخيصه ورواجه على المستوى العالمي.