محمد فرطيط
يبدو ان حزب لامبا بدأ يدرس جيدا نقاط ضعف الأحزاب السياسية التي أبعدته عن رئاسة جماعة بني ملال منذ أن دخلها قبل أربع ولايات انتخابية ، سياسة جديدة ليست كسياسة النعامة التي تغطس رأسها في الأرض وتترك بقية جسمها في العراء ، فاللامباويون استفادوا جيدا من التقدم التكنولوجي و من تواتر التجارب الانتخابية التي أخرجتهم من بني ملال بخفي حنين رغم قربهم في الزمن الأول للرئيس المعزول من دخول تجربة التسيير قبل أن يقلب التحالف رأسا على عقب .
لامبا باتت تشتغل في صمت باستعمال غواصات حديثة تسبر من تحت المياه الراكدة ما يموج فوق السطح و الاحزاب السياسية الاخرى لا تتوانى راجماتها في تجديد القصف و هد البيوت و الاعشاش ، ضربات من تحت الحزام من الخصوم و عقوق ابناء الدار و شق عصا التبعية و " النضال " على هذا الحزب ..
احزاب تستعد للميركاتو الانتخابي على حساب اخرى بانتدابات تحكم فيها منطق التجربة و اللعب بكل الخطط السليمة و الدنيئة فحولو سرا ساحات الاحزاب الاخرى الى سوق يتقايض فيها الوافد الجديد مع منتدبه على قاعدة التموقع داخل اللوائح القادمة او الترشح للبرلمان او مجلس الجهة ، لاعبون اختاروا هذا التموقع الجديد و منهم من تخلى عما بقي في عمر الموسم الانتخابي لاجل هذا "التعاقد" و لو كان على حساب سنوات من النضال في احد الاحزاب التقدمية ، مما يجعل هذه الحركية الظرفية و الانتهازية التي اعتمدها هذا الحزب او ذاك تفقد العمل السياسي جوهره و تقوي شحنة لامبا الذي ظل محافظا على رصيده الانتخابي و حصن اتباعه و مريده من هذه التطاحنات الحزبية .
لامبا يعقد العزم على هذه المحطة الانتخابية ببني ملال مستغلا الظروف التي تعيشها هذه الاحزاب السياسية و التطاحنات الجارية فيما بينها و اضعاف بعضها البعض بدل اعتمادها على جر وجوه جديدة و خلق قواعد حزبية تتشبع بروح النضال الحزبي و جعل قضايا المواطن ضمن اولوياتها بدل تهافتها على المواقع الانتخابية ...
كثيرون من يحلمون برئاسة جماعة بني ملال و كثيرون من يربط الجشع بطونهم و يسوقهم لاكل مال السحت الانتخابي و قليلون من يتعففون عن هذا الزاد المسحوت ....