نور الدين زوبدي
عاش الفلاح السنة الفارطة محنة قاسية ، بفعل قلة التساقطات المطرية ، وشح مياه الابار الجوفية ، مما اثر على دخله وعيشه ، ولقد انعكس ذلك بشكل جلي على صغار الفلاحين ، الذين تضرروا الى درجة ، انهم لم يصبحو قادرين على مجابهة تكاليف العيش الضروية ، كما ساهمت الجائحة بدورها في تأزيم الوضعية ، بالرغم من المجهودات التي بدلت من طرف الدولة ، ألا انها لم تكن كافية ، حيث عانت شرائح كبيرة تقطن بالعالم القروي الويلات ، وقاومت المتغيرات التي وقعت ، حتى استنفدت ما لديها من امكانيات .
في العالم القروي يمكن التمييز بين الذين يقطنون بالمدار المسقي ، وبين الذين يسكنون بالمناطق البورية ، فالفئة الاولى غالبا تستفيد في السنوات الجافة ، حيث ترتفع اثمان المواد العلفية ، مما يحقق لها مداخيل مهمة ، لكن هذه السنة كانت مغايرة تماما ، بسبب انخفاض حقينة السدود بشكل خطير ، و نفاد المخزون المائي في الطبقات الجوفية من الارض ، فتحول المدار السقوي الى منطقة شبه بورية .
تساقط الامطار كان له الاثر الايجابي على ساكنة العالم القروي ، حيث عاد الامل ، وشرع الفلاحون في الاهتمام بمزارعهم وماشيتهم . الاسواق بدورها عرفت انتعاشا ملوحظا ، حيث سجل ارتفاعا في اثمنة المواشي ، وحركية مشجعة في كل النشاطات المرتبطة بالقطاع الفلاحي .
الخصاص المهول في المخزون المائي ، الذي صار من اهم المعوقيات التي تهدد فلاحتنا ، يقتضي التفكير في حلول جدرية ، تمكننا من الحفاظ على الماء ، المادة الاساسية والضرورية للعيش خلال العقود القادمة .