ألقت جائحة كورونا ظلالها على القطاع السياحي بجهة بني ملال-خنيفرة بشكل مؤثر ، لكن مع تواصل حملة التلقيح ضد الوباء بدأت الحركية تستعيد عافيتها تدريجيا. وأشار المندوب الإقليمي للسياحة ببني ملال عبد الفتاح باودن في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء ، إن آثار الأزمة الصحية كانت لها تداعيات سلبية على جميع المهن المتعلقة بالسياحة، لكننا نأمل اليوم أن يتعافى النشاط السياحي بسرعة، خاصة مع انطلاق حملة التلقيح الوطنية التي تبشر بضوء في نهاية النفق، مما يفتح معه الطريق أمام دينامية متنامية وانتعاشة سياحية مطردة، تبشر بإعادة انطلاقة جديدة ومتجددة.
وأبدى السيد باودن تفاؤلا بشأن انتعاشة متواصلة تفضي إلى استعادة الوتيرة الطبيعية لهذا النشاط السياحي على المدى القصير ، مؤكدا أن تباشير إيجابية تلوح في هذا الاتجاه في أفق الموسم الصيفي القادم أو على أكثر تقدير السنة المقبلة ابتداء من شهر مارس.
وأشار المندوب الإقليمي إلى أنه قبل إطلاق حملة التلقيح، كانت الرؤية ضبابية. لكن اليوم ، أصبح الفاعلون العموميون والخواص أكثر إصرارا وثباتا ، ويتطلعون بالفعل إلى المستقبل بتفاؤل، رغم الأزمة الصحية المرتبطة بوباء كوفيد -19 .
ولفت في هذا الصدد إلى أنه ” لا يمكننا القول أن قطار السياحة يسير بالوتيرة المطلوبة التي نطمح إليها ، وأن جميع المهن موجودة في نفس القارب. على اعتبار أنه إذا كان النقل والتوزيع اليوم قد تضررا بشدة وعلى وشك التوقف، فإن الفنادق والمطاعم لا تزال قادرة على الأداء بشكل جيد، وهذا على وجه الخصوص، بفضل اعتماد السياحة في بني ملال في عمومها على الزبناء المحليين”.
وأبرز باودن أن وزارة السياحة والهيئات والمؤسسات التابعة لها، منكبون بجد على الإعداد لمرحلة ما بعد كوفيد ، مسجلا في هذا الشأن أن الوزارة تعتزم ، من خلال وضع “علامة ترحيب آمنة”، التسريع ومواكبة إعادة إنعاش القطاع في أفضل الظروف الممكنة، من خلال التأكيد قبل كل شيء على الأمن الصحي.
وفي سياق متصل ذكر بأن ترشيح المغرب لاستضافة الدورة الرابعة والعشرين للجمعية العمومية لمنظمة السياحة العالمية بمراكش يعتبر مناسبة سانحة لتسليط الضوء على مؤهلات المملكة وكذا على الآليات الصحية المعمول بها لضمان تعافي القطاع، واستئناف أنشطته في ظل أفضل الظروف الممكنة على مستوى الأمن الصحي.
وأضاف أن المكتب الوطني المغربي للسياحة شرع مع مجموع المهنيين الممثلين في إطار المجالس السياحية الجهوية والإقليمية، في حملة تسويقية للتحضير للإنعاش السياحي، وتعزيز أفضلية السياحة الداخلية في انتظار فتح الحدود من أجل إطلاق حملة تواصل قوية تستهدف الأسواق الدولية المصدرة للسياحة.
وأوضح المندوب الإقليمي أن الأزمة الصحية، على الرغم من آثارها الضارة، لم تكن كلها سلبية. بل شكلت فرصة للفاعلين في القطاعين العام والخاص لإعادة التفكير في السياحة، وبناء نموذج سياحي جديد أكثر استدامة، يتماشى مع انتظارات الجيل الجديد من الزبناء ، الذين يضعون اليوم الأمن الصحي على رأس اهتماماتهم ، ويفضلون اليوم الفضاءات المفتوحة على الأماكن المغلقة ، والانغماس في الثقافة والحياة اليومية للسكان المحليين.
وشدد على أن فيروس كورونا الجديد أحدث تحولات عميقة على مستوى الأولويات والاختيارات والعادات السياحة، ودفع المتخصصين في هذا القطاع إلى إعادة التفكير في تجديد الأولويات، وبناء أنماط سياحية جديدة للتكيف مع السياق الحالي ، حيث يؤثر الأمن الصحي بشكل كبير على الخيارات السياحية للزبناء .