محمد الحطاب
ظاهرة الكلاب الضالة تعود إلى الواجهة من جديد بمدينة بني ملال منذ بداية حالة الطوارئ الصحية، بسبب بعض الحوادث المتفرقة، هذه الظاهرة طرحت مجدداً مرسوم القانون، الذي صادقت عليه الحكومة في شهر يونيو 2018، والمتعلق بوقاية الأشخاص من أخطار الكلاب.
وقد دأبت السلطات والمجالس المنتخبة على إعدام الكلاب الضالة، إما بتسميمها أو رميها بالرصاص، الأمر الذي أثار انتقادات نشطاء حماية الحيوانات، الذين يطالبون بعدم إبادة الكلاب بالشارع العام بهذه الطريقة، واعتماد أساليب رحيمة وقانونية بينها التعقيم الجراحي.
فقبل إقرار حالة الطوارئ الصحية في شهر مارس 2020، نظمت جماعة بني ملال حملة لابادة هذه الكلاب الضالة، التي اضحت تشكل خطرا على حياة المواطنين بكافة أحياء المدينة.
وبعد ازيد من سنة على مرور هذه الحملة، عادت الكلاب مرة أخرى للانتشار بشكل مخيف، حيث اتخذت أهم شوارع وازقة المدينة مرتعا لها دون اي خوف من المواطنين، الذين يتفادون الاحتكاك بها خوفا منها، حيث استخدمت السلطات إما الذخيرة الحية أو الأغذية المسمومة في هذه العملية، مع العلم أنها طرق غير إنسانية، إذ تشكل تهديدًا للإنسان والحيوانات الأخرى، بما في ذلك الحيوانات المنزلية الأليفة.
وظاهرة الكلاب الضالة ببني ملال ليست وليدة اليوم، بل عرفت انتشارا كبيرا منذ إلحاق عدد من الدواوير المحيطة بالجماعة إلى المدار الحضري لبني ملال، خلال التقطيع الانتخابي لسنة 2002، وهو ما زاد من عدد الكلاب الضالة، التي كانت تعيش بهذه الدواوير، والتي وجدت مدينة بني ملال مرتعا لها لتوفر قمامات الأزبال وما تحتجاجه من أكل.
حماية المواطنين من داء السعار هو مسؤولية الجماعة والسلطة المحلية، حفاظا على صحة المواطنين، نظرا لخطورة هذا المرض، الذي ينتقل بين الناس بشكل كبير، وهو ما يتطلب جهودا كبيرة للقضاء على هذه الكلاب وبالتالي محاربة هذا الداء الخطير، من خلال تحصين الكلاب الضالة، للتقليل من فعالية انتقال داء السعار إلى البشر، والقضاء في النهاية على هذا الداء المكلف . كما أن هذه الكلاب بدأت تشكل إزعاجا للسكان، حيث انها تتخذ الليل للنباح، وهو ما يؤثر بشكل مقلق على نوم الساكنة.
هذا وكانت وزارة الداخلية المغربية، قد وقعت اتفاقية مع قطاعي الزراعة والصحة، بتنسيق مع الهيئة الوطنية للأطباء البيطريين، للحد من الكلاب الضالة في المملكة، عبر عملية التعقيم والتطعيم ضد السعار بدلا من الرمي بالرصاص. وهي المبادرة والنهج الجديد المعروفة اختصارا بـ TNR ، والتي اتخذتها مختلف المنظمات غير الحكومية في جميع أنحاء البلاد منذ فترة، لاطعام هذه الكلاب بالمغرب لكي تعيش في الأماكن الخاصة بها.