متابعة : محمد الحطاب
منذ 2014، تاريخ اعتراف منظمة اليونسكو بمنتزه جيوبارك مكون بجهة بني ملال خنيفرة، المنتزه الأول على الصعيدين الإفريقي والعربي، والذي تم تصنيفه كتراث عالمي، لما يتوفر عليه من مؤهلات طبيعية وثقافية واقتصادية، و ما يزخر به من مؤهلات جيولوجية فريدة ونادرة، قامت جمعية جيوبارك مكون بمجهودات جبارة لتثمين هذا الثراث الثقافي والطبيعي والجيولوجي، وحمايته وصيانته، حتى أصبح هذا المنتزه، إلى جانب منتزه نغورو نغورو لينغاي بتنزانيا، يشكلان محوري الشبكة الإفريقية لمنتزهات اليونسكو العالمية.
وفي إطار المجهودات التي تقوم بها منظمة اليونسكو، بتنسيق مع الشبكة العالمية للمنتزهات، ومن أجل استكمال تأسيس هياكل هذه الشبكات على مستوى القارات، وبعد تأسيس الشبكة الأوربية للمنتزهات الجيولوجية، والشبكة اللاتنو أمريكية، ثم شبكة أسيا والمحيط الهادي، وخلال اجتماع تفاعلي عبر تقنية المناظرة المرئية، تم انتخاب، السيد إدريس أشبال، رئيس الجمعية الجيولوجية العالمية لليونسكو مكون؛ بإقليم أزيلال، رئيسا للشبكة الإفريقية لمنتزهات اليونسكو العالمية.
اعتراف منظمة اليونيسكو بمنتزه جيوبارك تم ترجمته عبر دعم ومواكبة ديناميكية على الصعيد الوطني من أجل تنمية المنتزهات الجيولوجية بافريقيا، ويتضح ذلك من خلال تكليف جمعية جيوبارك مكون من لدن هذه المنظمة، من اجل المواكبة لإنجاز مشروع المنتزه الجيولوجي بجبل باني بجهة سوس-ماسة (اقليم طاطا)، ومشروع إنجاز المنتزه الجيولوجي بجبل سيروا بجهة درعة-تافيلالت بالمجلس الصغير ، ومشروع منتزه الأطلس المتوسط.
ويعد جيوبارك مكون بجهة بني ملال خنيفرة أول منتزه إفريقي وعربي يحظى باعتراف منظمة اليونسكو، عقب توقيع البروتوكول الخاص بتأسيس هاته الشبكة بالرباط، من طرف كل من رئيس مجلس جهة بني ملال خنيفرة ابراهيم مجاهد، وممثل دولة تنزانيا بمدينة الرباط، وذلك على هامش الدورة الثانية، لليوم الوطني للثراث الجيولوجي بالمغرب المنعقدة بالرباط في نونبر 2019.
هذا وياتي إسناد رئاسة الشبكة الإفريقية لمنتزهات اليونسكو العالمية للمغرب، كاعتراف للمغرب، على الدور الهام الذي يلعبه المنتزه على المستوى الإفريقي، والذي يهم دعم ومواكبة مشاريع المنتزهات الجيولوجية بدول افريقيا ودول العالم العربي، بالإضافة إلى دوره الكبير داخل الشبكة العالمية للمنتزهات الجيولوجية، وكذا نشاطه المتميز وطنيا، وذلك من خلال دعم ومساندة مشاريع المنتزهات الجيولوجية بالمغرب، وإشعاعه الدولي في تنمية المناطق الجبلية، من خلال الترويج للسياحة المستدامة، وإنعاش الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، وتطوير السياحة الترفيهية والرياضات الجبلية.
وتعتبر رئاسة الشبكة الإفريقية للمنتزهات، ثمرة المجهودات الجبارة التي قامت به جمعية جيوبارك مكون، بدعم وإشراف مباشر من طرف وزارة الداخلية، وولاية جهة بني ملال خنيفرة، ومجلس جهة بني ملال خنيفرة، وعمالة إقليم أزيلال، والجماعات الترابية ال 15 المتواجدة بتراب المنتزه، إضافة إلى مجموعة من الشركاء والمؤسسات و جمعيات المجتمع المدني الشريكة للمنتزه.
وتفعيل دورها تجاه مختلف الفاعلين المحليين بما في ذلك السكان والجماعات المحلية والجمعيات ومهنيو السياحة الجيولوجية.
كما تظل المساندة الدائمة والقوية للسفير الممثل الدائم للمملكة المغربية لدى منظمة اليونسكو، لمنتزه جيوبارك مكون خير داعم بكل استماتة لإفريقيا في حقها للحصول على عدد اكبر من المنتزهات الجيولوجية لليونسكو، وحقها أيضا في تنظيم الملتقى العالمي العاشر للشبكة العالمية لمنتزهات اليونسكو، حيث تقدم المغرب من خلال منتزه جيوبارك مكون بطلب ترشيحه لاستضافة هذه الدورة العالمية المزمع تنظيمها سنة 2023، بدعم من وزارة الطاقة والمعادن والبيئة، والتي تتوافق مع مشروع قرار بشأن أولوية إفريقيا لمنظمة اليونسكو والبرامج المصاحبة لهذا القرار.
منح رئاسة الشبكة الإفريقية لمنتزهات اليونسكو العالمية للمغرب سيجعل هذا الأخير يدعم حضوره المستمر بالمنظمات القارية الموازية، والتي تلعب دورا مهما في تنمية المجالات الجبلية والقروية، وإنعاش السياحة الايكولوجية والثقافية، وإدماج الساكنة المحيطة بالمنتزهات، وتفعيل دورها تجاه مختلف الفاعلين المحليين بما في ذلك السكان والجماعات المحلية والجمعيات ومهنيو السياحة الجيولوجية، وفق منظومة جيوبارك التنموية، وهو ما يعكس الاهتمام والتعبئة المتصاعدة لجعل مفهوم الجيوبارك، رافعة حقيقية للتنمية المستدامة للدول العربية والأفريقية.
وتراهن الشبكة الإفريقية للمنتزهات الجيولوجية، الرفع من عدد منتزهات اليونسكو بالقارة الإفريقية خلال السنوات الأربعة القادمة، لتضاهي باقي الشبكات القارية الأخرى. وتجدر الإشارة أن عدد منتزهات اليونسكو يبلغ حتى حدود سنة 2021 ما مجموعه 169 منتزها، منها 88 منتزها بأروبا، و66 منتزها بآسيا، و8 منتزهات بأمريكا اللاتينية، ومنتزهين بأفريقيا.
و يمتد منتزه جيوبارك مكون على مساحة تقدر ب 5700كلم مربع ، ويضم 15جماعة ترابية، 14منها بإقليم ازيلال وواحدة بإقليم بني ملال، وهو غني بمواقعه الإيكولوجية وثراثه الثقافي والمعماري، و تنوعه الطبيعي والبيولوجي، وهو ما يستدعي ضرورة حماية هذا التراث، وضمان تدبيره الأمثل، والترويج له على الصعيدين الوطني والدولي.
جيوبارك مكون يضم أيضا مجموعة من المواقع المتميزة كمقعر ايت عتاب، وشلالات اوزود، والقنطرة الطبيعية ايمي نيفري بدمنات، وخوانق تاغيا، وكاتدرائية مستفران بإيمي نوارك، وزاوية احنصال، والهضبة السعيدة لايت بوكماز، و المنحوتات الصخرية بتيزي نترغيست، وبحيرة سد بين الويدان، واتار الديناصورات بإيواريدن وإباقلاون، كما يتوفر على إمكانيات هائلة لممارسة الرياضات الجبلية و السياحة الإيكولوجية.
وفي هذا السياق تم توقيع اتفاقية شراكة بين وزارة الطاقة والمعادن والبيئة، ومجلس جهة بني ملال-خنيفرة، وجمعية جيوبارك مكون، تهدف إلى دعم ومواكبة الوزارة لهذه الجمعية، من أجل إنجاز بعض المشاريع التنموية، لتطوير وتعزيز هذا المنتزه، الذي حظي باعتراف منظمة اليونيسكو سنتي 2014 و 2019، وذلك لاحترامه معايير هذه المنظمة.
.