يعتبر “مسجد محمد السادس” ببني ملال، معلمة وتحفة دينية نموذجية، تجمع بين جماليات المعمار المغربي الأصيل وخصائص ومكونات البناء والهندسة الحديثة.
وقد شيد هذا الصرح الديني ، الذي أعطيت انطلاقة أشغال إنجازه يوم رابع أبريل 2008 وافتتح في 23 ماي 2014.
على مساحة إجمالية قدرها 18 ألف و415 مترا مربعا وسط نسيج حضري مندمج ومجال بيئي وطبيعي ملائم، يؤمن لثلاثة آلاف مصل ومصلية شروط ممارسة فضلى للشعائر الدينية ، في جو من السكينة والطمأنينة الروحية والنفسية بعيدا عن صخب المدينة خاصة خلال شهر رمضان الفضيل.
ويستقطب هذا المسجد، وهو الأكبر على مستوى جهة بني ملال-خنيفرة، جموعا غفيرة من المصلين الذين يفضلون أداء الصلوات بأبهائه الجميلة ، نظير معالمه المعمارية الإسلامية العريقة ذات الطابع المغربي الأصيل، ومرافقه وتجهيزاته الحديثة الضرورية للمصلين والقيمين على الشأن الديني.
وتنصهر هذه التحفة الدينية في بوثقة هندسية ومعمارية تعكس خصائص الهوية المغربية، ومعالم الذوق والتراث والتاريخ الحضاري التليد، من خلال أشكال الزخارف التي تجمع بين البعد المغربي والأندلسي الموشى بأنماط هندسية وتوشيات فنية راقية، وفسيفساء متنوعة وأقواس مدببة ، ونقوش وزخارف جمالية على الجبص والخشب، وأبواب ونوافذ وأروقة ومرافق حديثة تجمع بين الأصالة والتجديد…
في هذا السياق أبرز السيد أحمد دادسي عضو المجلس العلمي المحلي ببني ملال ، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أهمية هذه المعلمة الدينية التي جاءت لتلبية حاجيات المواطنين التعبدية وتعزيز البنيات والمؤسسات الدينية بالجهة، اعتبارا للدور الجوهري الذي تضطلع به ، ضمن مجموعة من المساجد الأخرى، “في إشاعة الأمن الروحي والممارسة المثلى لشعائر الدين الإسلامي الحنيف” لدى ساكنة المنطقة.
وتوقف عند أدوار هذه المعلمة الدينية ، التي تتوزع بين الوظائف الدينية والاجتماعية والصحية والتربوية والتثقيفية والتأطيرية والإشعاعية، من خلال تنظيم حلقات علمية وحصص تعليم القرآن وتحفيظه، وبرامج توعوية ودروس دينية ومسابقات وأمسيات قرآنية.
غير أن الظروف الصحية الاستثنائية التي يعرفها العالم والبلاد على وجه الخصوص والمتسمة بتفشي كوفيد 19 ، قلصت من حركية المساجد خلال هذا الشهر، وذلك ” في احترام وامتثال تام للتدابير الحكومية الهادفة إلى الحد من تفشي هذه الجائحة ، وتوفير شروط الأمن الصحي للمواطنين”، وهي الغاية ومقصد الدين الإسلامي الحنيف الذي يضع حفظ النفس ضمن أولوياته وغاياته السامية.
ومن جهته أشار السيد حميد بورحت إمام المسجد إلى أنه على رغم من هذه الظروف الصحية الاستثنائية يتردد عدد من المصلين على هذا المسجد لأداء صلوات الظهر والعصر والمغرب ، في مشهد روحاني، تطبعه نفحات الإيمان والدعاء والخشوع والذكر والاستغفار وتزكية النفس واللجوء إلى فيض الله وعفوه وكرمه، راجين منه سبحانه وتعالى أن يرزقهم الصحة والعافية ويمن عليهم بالخير واليمن البركات ويرفع عنهم هذا الوباء.