تعد خدمة "فطور"، التي خصصتها
الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة بني ملال-خنيفرة على مستوى عدد من
الأقسام الداخلية بالمؤسسات التعليمية خلال شهر رمضان المبارك، نشاطا اجتماعيا
رائدا يسعى إلى دعم تلاميذ المناطق القروية والجبلية الذين يتابعون دراساتهم
بالجهة. واستهدفت هذه الخدمة على مستوى حوالي 108 أقسام داخلية، منها 22 مدرسة
جماعاتية، 13.249 تلميذا وتلميذة يتلقون رعاية خاصة ويستفيدون من خدمات المطعم
الذي يوفر تغذية غنية ومتنوعة، وذلك بفضل وجبات متوازنة مع منتجات ومواد موسمية،
الأمر الذي يسهم في تعزيز الدعم الاجتماعي للتلاميذ ويعينهم على التحصيل الدراسي
في جو عائلي حميمي، كما يمكنهم من تطوير ذواتهم وتنمية قدراتهم الشخصية.
ويتعلق الأمر بمقاربة متميزة اعتمدتها
الأكاديمية في سياق الجهود التي تبذلها الوزارة الوصية للارتقاء بخدمات الدعم
الاجتماعي وتحسينها، بهدف ضمان الإنصاف وتكافؤ الفرص، والحد من المعيقات
السوسيو-اقتصادية والاجتماعية والجغرافية التي تحول دون ولوج الأطفال للتمدرس،
وتخويل تمييز إيجابي لفائدة الفئات الاجتماعية الهشة والمجالات الجغرافية ذات
الأولوية، خاصة في ما يتعلق بخدمات التغذية والإيواء بالأقسام الداخلية والمطاعم المدرسية.
وتعد ثانوية محمد الخامس التقنية ببني ملال مثالا بليغا على جودة هذه الخدمة
الجديدة التي يستفيد منها تلاميذ المناطق القروية والجبلية النائية بعيدا عن أحضان
الأسرة.
وهكذا، يستفيد التلاميذ المتحدرون من
المناطق الجبلية والقروية، الذين يتابعون دراستهم بهذه الثانوية، من ثلاث وجبات
رمضانية كاملة (فطور وعشاء وسحور)، تتميز بالغنى والتنوع، وتراعي مختلف الأذواق
(لحوم وأسماك وخضروات وحساء وغيرها)، كما صرح بذلك لوكالة المغرب العربي للأنباء
،تلاميذ هذه الثانوية التي تحتضن أفضل التلاميذ في التخصصات العلمية والرياضية.
وفي هذا السياق، ومن أجل تجويد خدمات
التغذية والإيواء بالأقسام الداخلية والمطاعم المدرسية بالجهة، خاصة خلال شهر
رمضان المبارك، وفي ظل الظروف الاستثنائية المتعلقة بجائحة "كوفيد 19"،
اعتمدت الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة بني ملال-خنيفرة مجموعة من
الترتيبات، تهم احترام التدابير الاحترازية والوقائية للحد من انتشار وباء كورونا
المستجد على مستوى الأقسام الداخلية بالمؤسسات التعليمية، وتوفير مواد ووسائل
التعقيم والنظافة، والاشتغال بنصف الطاقة الاستيعابية عن طريق التناوب، واللجوء
إلى التفويج في تقديم الوجبات الغذائية كلما اقتضى الأمر ذلك. وفي هذا الإطار،ارتأت إدارة ثانوية محمد الخامس تقديم وجبات غذائية
فردية لكل تلميذ مستعينة، على وجه الخصوص، بخدمات طلبة المدرسة الفندقية بالمدينة
التي تحرص على تحضير الأكلات المغربية الأساسية التي تزين الموائد خلال شهر رمضان. كما وضعت هذه المدرسة
علامات تشوير وحرصت على احترام مسافات التباعد الجسدي من خلال حصر عدد معين من
التلاميذ في كل مائدة، في احترام تام للتدابير الرامية للحد من "كوفيد-19". ونتيجة
لذلك، تعد هذه الثانوية مثالا يحتذى في مجال دعم التلاميذ في المناطق النائية
بإقليم بني ملال، في إطار مقاربة ترتكز على الإنصاف والمساواة، وتروم إعطاء دفعة
قوية لبرامج دعم التمدرس ومحاربة الهدر المدرسي.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء،
أكد المدير الإقليمي للتربية الوطنية ببني ملال، حاميد الشكراوي، أن هذا العمل
الاجتماعي الرائد للأكاديمية الجهوية لبني ملال-خنيفرة يندرج في إطار تنفيذ مضامين
القانون الإطار 17-51 المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي. وأوضح السيد الشكراوي
أنه في إطار الجهود التي تبذلها الأكاديمية لضمان مدرسة ذات جودة ومنظومة منصفة
وناجعة للدعم الاجتماعي على مستوى الجهة، سيتم إحداث العديد من الأقسام الداخلية
بعدد من أقاليم الجهة بطاقة استيعابية تبلغ 1460 سرير ، بهدف تعزيز خدمات التغذية وإيواء التلاميذ.
وتسعى الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين
لجهة بني ملال-خنيفرة، من خلال هذا العمل الرائد، إلى المساهمة في تعزيز منظومة
تربوية ناجعة على أساس تكافؤ الفرص ومحاربة الهدر المدرسي، خاصة في بعض الجماعات
النائية بالجهة التي تسجل معدلات مرتفعة على هذا المستوى، وذلك بسبب بعد المدارس
أو الافتقار إلى خدمات الأقسام الداخلية والإيواء والتغذية والنقل المدرسي.