أبانت ساكنة إقليم خنيفرة خلال شهر رمضان عن التزامها
وتجاوبها الكبير مع الإجراءات الاحترازية الصحية الهادفة إلى الحد من تفشي
''كوفيد-19''، بالرغم من غياب الطقوس
المعتادة خلال هذا الشهر الفضيل.
هذا الالتزام منبعه وعي هذه الساكنة بخطورة التراخي في
التعامل مع هذا الوباء الفتاك، لذلك تفاعلت إيجابيا مع الإجراءات والتدابير الصحية
التي أوصت بها السلطات المختصة، وذلك في الوقت الذي حرصت فيه على ممارسة شعائرها
الدينية والنهل من الفضائل الروحية لهذا الشهر الكريم.
وعلى الرغم من الوضعية الوبائية المطمئنة ، إلا أن سكان خنيفرة
يواصلون الانخراط في معركة مواجهة هذه الجائحة ، والمساهمة في إنجاح حملة التلقيح
الوطنية الحالية ضد هذا الفيروس ،والعودة إلى الحياة الطبيعية والعادية.
ويبدو أن الوضع قد عرف تحسنا كبيرا مقارنة بنفس الفترة من
العام الماضي وذلك بفضل وعي السكان بالخطر الكبير الذي يمثله فيروس ''كورونا''
المستجد على صحة وسلامة الأشخاص ، وانخراطهم التلقائي في الجهود الوطنية الساعية
إلى محاصرته.
ولئن لم تتمكن ساكنة الأطلس المتوسط من ممارسة طقوس كانت
إلى الأمس القريب اعتيادية ولا مناص منها في هذا الشهر، إلا أن المصلحة العامة
والوطنية تتطلب الالتزام بالإجراءات الصحية التي توصي بها السلطات ، من أجل القضاء
نهائيا على هذه الجائحة التي انتشرت في كل بقاع الأرض.
وتمت معاينة منذ بداية شهر رمضان الفضيل خلو شوارع وأزقة
وساحات المدينة والقرى المجاورة من المواطنين والمواطنات ليلا ، حيث استجابوا
طواعية لإجراءات السلطات بحظر التنقل الليلي على الصعيد الوطني من الساعة الثامنة
ليلا إلى الساعة السادسة صباحا، باستثناء الحالات الخاصة.
ورغم أن إقليم خنيفرة، كباقي مدن وأقاليم المملكة، شهد غياب
ممارسة الشعائر الدينية الرمضانية ليلا بالمساجد جراء الجائحة، فقد حضرت أشكال
متعددة من التضامن والتآزر ، مسنودة بروح مواطنة عالية وسلوك مدني وحضاري، يعكس
أصالة المغاربة عامة وساكنة زيان الأطلسية خاصة، ووعيهم الوطني ، خاصة خلال المحن،
بوحدة المصير في مواجهة التحديات.