تشكل الطبيعة الخلابة
بحدائقها الغناء وبساتينها المعطاء وسهولها الخضراء ومنتجعاتها ومنتزهاتها
السياحية الأخاذة متنفسا طبيعيا وصحيا ونفسيا لساكنة مدينة بني ملال خلال هذا
الشهر الفضيل.
فقد أصبحت هذه
الساكنة خلال شهر الصيام، أكثر إقبالا وترددا على المدارات والأماكن الطبيعية
الساحرة بالمنطقة ، والتي زادها فصل الربيع هذه السنة بهاء وجمالا، وذلك من أجل
الترويح عن النفس وممارسة الأنشطة الرياضية، والقيام بجولات خصوصا قبيل ساعات
الإفطار، والاستمتاع بمباهج هذا الجمال الطبيعي الخلاب، في ظرفية صحية تزداد
الحاجة معها إلى التخفيف من الضغوطات اليومية وإكراهات الوضعية الوبائية الراهنة.
فمنذ اندلاع أزمة
كوفيد 19 وتداعياتها المتواصلة، أضحت هذه الفضاءات الطبيعية ملاذات تتزايد
جاذبيتها يوما بعد يوم ، خصوصا خلال الشهر الفضيل ، بالنظر إلى ما توفره للساكنة
من أجواء الطمأنينة والهدوء والسكينة والراحة النفسية والصحية والروحية التي تطبع
شهر رمضان ، وكذا من فرص لممارسة الرياضات والهوايات الطبيعية الحرة ، والاستمتاع
بجمال الثروة الطبيعية والتنوع البيولوجي والأنظمة البيئية الغنية والمتنوعة التي
تتميز بها جهة بني ملال-خنيفرة عموما، من قبيل المواقع البيئية المصنفة تراثا
وطنيا ، ومن بينها منبع "عين أسردون" و"شلالات أوزود" وبحيرة
أكلمام أزكزا وأجدير وبحيرة بين الويدان وعيون أم الربيع وإيمي نيفري وجيوبارك
مكون.
فبمدينة بني ملال
يلوذ الصائمون بمنتجع "عين أسردون" الذي تم تصنيفه تراثا وطنيا سنة 1947
، باعتباره فضاء سياحيا فريدا، تجتذب حدائقه الأندلسية الغناء وأشجاره الوارفة
وشلالاته العذبة وخرير مياهه المنسابة بسلاسة وروعة وجمال، جموع المواطنين ،
الباحثين عن سحر المكان وسكون الطبيعة وطراوة الهواء ولحظات السكينة والترفيه
والترويح عن النفس.
في هذا المنتجع تنصهر
الأجواء الروحانية الربانية العطرة لهذا الشهر الفضيل مع عبق وسحر الطبيعة المعطاء
، مما يضفي على الأجواء خصوصية تتآلف فيها الطقوس والقيم الدينية المفعمة بأريج
وبركات الصيام والقيام والتواب والمغفرة والسماحة، وحيوية وحبور الإقبال على دنيا
الجمال وسحر الطبيعة حيث تجليات العطاء الرباني الذي لا ينضب.
بدوره يستقطب
"قصر ملال" ، المكون من أربعة أبراج والمنتصب منذ سبعة قرون عند سفح
الجبل القريب من المنتجع ، ساكنة المنطقة خلال هذا الشهر ، بالنظر إلى موقعه على
ربوة تتيح مشاهد بانورامية من فوق لمدينة بني ملال وحقول الزيتون والبساتين
المترامية الأطراف على طول سهل تادلة ومنطقة الدير، وفرصا لالتقاط صور تخلد اللحظة
في أرجاء معلمة شامخة تجسد أصالة الفن المعماري وعراقة الحضارة المغربية.
وفي تصريحات للقناة
الإخبارية (إم 24) التابعة للمجموعة الإعلامية لوكالة المغرب العربي للأنباء، أعرب
العديد من المواطنين عن شغفهم المتنامي بالتردد على مثل هذه الأماكن الطبيعية
الخلابة ، بالنظر إلى سحرها وجمالها الأخاذ، وما تتيحه من لحظات استرخاء وراحة
نفسية بعيدا عن صخب المدينة، وضغوطات التدابير الصحية الاحترازية المشددة.
وأبرزت هذه الشهادات
أن الإقبال على هذه المناطق الطبيعية يزداد خاصة خلال شهر رمضان، حيث يتردد
المواطنون عليها لأخذ قسط من الراحة والاستجمام، وطلب السكينة، وممارسة رياضة
المشي، والتنفيس عن الأطفال الذين يخضعون لبرنامج دراسي يومي متواصل، والتمتع
بالأجواء الرمضانية وبنفحات روحية معطرة بأريج ربيع خلاب، يجد الناس في عوالمه
عزاء يخفف عنهم ثقل حجر صحي ليلي، وتداعيات وضعية وبائية غير مسبوقة.
ويرى بعض المتتبعين
أن الحجر الصحي الليلي وتداعيات أزمة كورونا هذه، جعلت ساكنة المنطقة أكثر شغفا
بالطبيعة وبأشكال ونماذج حياتية جديدة أقوى استدامة ، تضع الأمن الصحي على رأس
اهتماماتها.
ويتجلى هذا النزوع
الجديد لهذه الساكنة في تفضيلها للفضاءات المفتوحة على الأماكن المغلقة، والانغماس
في البيئة المحلية، والرغبة في استنشاق هواء عليل ، ساهمت حالة الطوارئ الصحية
وتقييد أو التقليل من حركة المرور على الطرق والتخفيض من العديد من الأنشطة
الصناعية، في تحسين جودته ونقص معدلات تلوثه، وذلك في انتظار العودة إلى حياة
طبيعية ما تزال إلى اليوم حاضرة في صلب مختلف الاهتمامات والبرامج والسياسات
المحلية والجهوية والوطنية.
وم ع