حسن مرتدي
يعرف المركز الإستشفائي الجهوي ببني ملال، العديد من المشاكل ، على خلفية النقص الحاد في الأطر الطبية والشبه الطبية ، وذلك بالرغم من جهود الأطر الصحية بكافة رتبها ومواقعها لمواجهة إكراهات جائحة كورونا، وانخراطها بنكران الذات في التصدي للوباء وتداعياته.. نقص يجعل المركز يعرف بشكل يومي توترا بكافة أجنحته ومكاتبه ، سيما مكاتب الدخول والفوترة ، حيث من الصعب توفير الخدمات الإدارية بشكل سلس بالنظر إلى العدد الهائل للوافدين على هذا المركز، مقابل العدد القليل من الموظفين العاملين بهذه المكاتب والتداخل الحاصل بين مختلف العمليات المقدمة من فوترة ، وتحصيل ومنح المواعيد ….في غياب مكتب للإرشاد والتوجيه ؟ وتظل محنة المواعيد عنوانا جليا لهذه النقائص ، سيما مواعيد عمليات الجراحة بصفة عامة وجراحة التخصصات بالتحديد ، نظرا للنقص البين للاطباء المتخصصين ، ما ينتج عنه تأخير للعمليات ، والذي قد يصل إلى أزيد من أربع مرات، وقد تصل رحلة المواعيد إلى أزيد من سنة ، انطلاقا من موعد الكشف الطبي الأولى ، مرورا بموعد القيام بالمتعين الطبي المطلوب من خدمات تشخيصية وتحاليل، إلى تأشيرة طبيب الإنعاش ، وفي الأخير تبدأ رحلة موعد برمجة العملية؟
وفي ذات السياق، نشير لما يعرقه قسم المستعجلات أثناء استقباله للمرضى، وتحديد الحالات التي تستوجب الاستشفاء بالأجنحة، كل حسب ما تقتضيه حالته الصحية، ليظل بإحدى القاعات والتي تسمى بقاعة الانتظار في انتظار الطبيب المختص ، وتوفر السرير بالجناح الذي سيخصص للمريض، حيث غالبا ما يطول الانتظار بسبب غياب الأسرة الكافية، سيما ببعض الأجنحة ذات الصلة بالأمراض الخطيرة ، والتي تستوجب الدخول المستعجل في التتبع والمواكبة الطبية، وهي عملية تقتضي بالضرورة قرارا طبيا يحدد درجة خطورة الحالة ومن ثم من له الأولوية في ولوج الاستشفاء. إلا أن هذه العملية، ورغم ما فيها من خطورة على حياة المريض، تسند لرجل أمن خاص يقوم بمنح المريض رقما ترتيبيا في انتظار توفر السرير، وكأن حالة المرضى ودرجة تداعيات المرض متشابهة، وفي غياب تام للتنسيق بين قاعة الانتظار والموكول أمرها هي الأخرى لأشخاص لا دراية لهم في التدبير الإداري وبالأحرى الطبي ؟
هذا وتعاني المنظومة الصحية، عموما ، بالحهة من عدم تكافؤ فرص التطبيب وتلقي العلاجات بين مناطق الجهة، ومع وجود فوارق كبيرة في بنيات الاستقبال ، سواء على مستوى الموارد البشرية ، و التجهيزات الطبية، دون إغفال عدم احترام المسالك العلاجية ، الأمر الذي يزيد من تعقيد الوضع المتردي أصلا بالمركز الإستشفائي الجهوي بني ملال الذي يستقبل أكثر من 1000مريض ووافد بطاقة استيعابية محدودة ، علما بأن الوافدين عليه يأتون من مختلف الأقاليم بالجهة والمعروفة بطبيعة تضاريسها الجبلية والوعرة والنائية، وهي وضعية يستحيل معها توفير الخدمات الصحية والعلاجية بشكل سليم ، حيث يتزايد الاكتظاظ بمختلف الأجنحة والممرات ، ويصل أحيانا حد الاختناق أمام المكاتب .
إنها وضعية تحتاج من الجهات المسؤولة ، جهويا ومركزيا ، إلى تدخل استعجالي ناجع يعيد الأمور على نصابها من حيث التنظيم ، وذلك دعما للجهود التي تبذلها الأطقم الطبية ، بمختلف مواقعها ، وتفاديا لتفاقم بعض المسلكيات غير السليمة داخل هذا المركز الحساس من قبل بعض الغرباء ، الذين لا يترددون في استغلال الاكتظاظ لسرقة أغراض المرضى ومرافقيهم ؟