أكد عدد من الخبراء، في تصريحات لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الخطاب الذي وجهه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، مساء أمس السبت، إلى الأمة بمناسبة الذكرى الثانية والعشرين لعيد العرش المجيد، هو دعوة لمزيد من اليقظة في مواجهة انتشار جائحة فيروس كورونا (كوفيد-19).
وفي هذا الصدد، قال الباحث في السياسات والأنظمة الصحية، الطيب حمضي، إن جلالة الملك دعا إلى مواصلة اليقظة في مواجهة استمرار تفشي الأزمة الصحية لجائحة فيروس كورونا، مشيرا إلى أن اليقظة لا تزال ضرورية لكسب هذه المعركة، وذلك بفضل حسن سير الحملة الوطنية للتلقيح، التي تتواصل بطريقة فعالة و »ممتازة ».
وقال الخبير إن جلالة الملك أكد في خطاب العرش أنه « رغم كل هذا، لا بد من التنبيه إلى أن الوباء مازال موجودا، وأن الأزمة مازالت مستمرة. وعلى الجميع مواصلة اليقظة، واحترام توجيهات السلطات العمومية في هذا الشأن ».
كما أبرز السيد حمضي، من جهة أخرى، النقاط الأساسية التي تفسر نجاح المغرب في معركته ضد الجائحة، مستشهدا، في هذا السياق، بالحملة الوطنية للتلقيح التي انطلقت بالتزامن مع نظيراتها بـ « الدول الكبرى ».
وتابع الباحث أن هذه الحملة مكنت المملكة، بعد خمسة أسابيع من بدايتها، من التموقع بين البلدان الست الأولى في العالم، التي تمكنت من تلقيح جزء كبير من ساكنتها ضد كوفيد-19.
كما استعرض السيد حمضي بعض عوامل قصة النجاح هاته، والتي من بينها توفير إمكانات لوجستية « هائلة » والانخراط الواسع للمواطنين، بتشجيع من مبادرة جلالة الملك محمد السادس، الذي أعطى القدوة من خلال تلقيه الجرعة الأولى من اللقاح المضاد لكوفيد-19. وبحسب الباحث، فإن هذه المعطيات الواقعية دفعت منظمة الصحة العالمية إلى الإشادة بالمغرب من أجل سرعة تنفيذه لحملة التلقيح.
من جهة أخرى، تطرق الباحث إلى السيادة الصحية للمغرب، الذي وقع اتفاقيات تتعلق بمشروع تصنيع وتعبئة اللقاح المضاد لفيروس كوفيد-19 ولقاحات أخرى في المملكة، موضحا أن جلالة الملك اعتبر هذه السيادة عنصرا أساسيا في تحقيق الأمن الاستراتيجي للبلاد.
وأضاف أن المغرب يتوفر على صناعة دوائية متطورة، هي الثانية في إفريقيا، حيث يتم تصنيع أكثر من 70 في المئة من الاحتياجات الداخلية محليا، مؤكدا، في هذا الصدد، على أن الأدوية الحيوية، من قبيل اللقاحات، هي مستقبل الطب.
من جانبه، أشار الدكتور مولاي سعيد عفيف، رئيس التجمع النقابي الوطني للأطباء الأخصائيين بالقطاع الخاص، إلى أن جلالة الملك أكد أن الجائحة مازالت موجودة وأنه يتوجب « علينا جميعا تحمل مسؤولياتنا في احترام الإجراءات الوقائية، حتى لا يتدهور الوضع الصحي ».
وفي هذا الصدد، دعا السيد عفيف، وهو أيضا رئيس الجمعية المغربية للعلوم الطبية، المواطنين إلى احترام التدابير الحاجزية والتوجه إلى المراكز الصحية من أجل التلقيح، مشيرا إلى أن اللقاح يحمي بنسبة تصل إلى 93 في المئة من الأعراض الشديدة لفيروس كورونا.
بالإضافة إلى ذلك، أشار عضو اللجنة العلمية للتلقيح، إلى أنه بفضل التدخل الشخصي لجلالة الملك، استطاع المغرب الحصول على كميات كبيرة من اللقاحات.