يحتفل العالم يوم 10 أكتوبر من كل عام باليوم العالمي للصحة العقلية
وهو فرصة لتوعية عامة الناس والمهنيين الصحيين بالمشاكل التي يواجهها الأشخاص
الذين يعانون اضطرابات نفسية، خصوصا ظاهرة الوصم.
خلال عدة قرون، كان الأشخاص الذين يعانون اضطرابات نفسية يعيشون في ظروف
سيئة، منبوذين ومهمشين من طرف المجتمع، ارتباطا بالأحكام
المسبقة والمواقف السلبية تجاههم، نذكر منها على الخصوص وصفهم بالأشخاص العنيفين، العاجزين، عديمي التحفيز،
أصحاب عيوب أخلاقية وغير القابلين للعلاج…
وأظهرت الدراسات الاستقصائية أن
المواقف الاجتماعية السلبية تجاه الأشخاص الذين يعانون اضطرابات نفسية تشكل عقبات
أمام ولوجهم السريع إلى العلاج، حيث تقدر منظمة الصحة العالمية أن أكثر من 50٪ من المرضى الذين يعانون
اضطرابات خطيرة لا يتلقون أي علاج، كما تؤثر هذه المواقف سلبا على علاقاتهم الأسرية والاجتماعية، وتعيق إعادة
إدماجهم. ويكون الوصم أكثر وقعا على
الأشخاص عندما يصدر من الأقارب وأفراد العائلة، في حين أن الدعم العاطفي للوسط
العائلي يعد ركيزة أساسية من أجل تيسير التعافي.
لذلك أوصت منظمة الصحة العالمية
بتعزيز حقوق المرضى واعتبرت مكافحة وصم الاضطرابات النفسية أحد المحاور الرئيسية
في مجال الصحة العقلية.
وبمناسبة اليوم العالمي للصحة العقلية، تطلق وزارة الصحة حملة وطنية
لمكافحة وصم الأشخاص الذين يعانون الاضطرابات النفسية والعقلية، خلال الفترة
الممتدة من 10 إلى 17 أكتوبر 2021، وذلك بهدف تعزيز حقوق هؤلاء الأشخاص، وتفكيك
الأحكام المسبقة المرتبطة باضطراباتهم وتحسيس الأقرباء والأسر والمجتمع بأهمية دعمهم
لهم من أجل الوصول إلى التعافي.