انطلقت ببني ملال أشغال المؤتمر الدولي حول موضوع ” الفلاحة المستدامة..أدوات وابتكارات “، بمشاركة أكثر من 300 باحث ومهني من 22 دولة.
ويجمع هذا الحدث العلمي ، الذي ينظم إلى غاية 30 أكتوبر بكلية العلوم والتقنيات ببني ملال ،العديد من الباحثين والاقتصاديين والفاعلين في مجال التنمية المهتمين بمجالات الفلاحة والحفاظ على البيئة.
وخلال افتتاحه لأشغال هذا المؤتمر الدولي الأول للفلاحة المستدامة ، أبرز رئيس جامعة السلطان مولاي سليمان السيد نبيل حمينة ، الاهتمام الكبير الذي توليه هذه الجامعة للبحث العلمي ، مشيرا إلى أن إطلاق استراتيجية الجامعة في هذا المجال منذ سنة 2019 بدأت تؤتي أكلها، كما يتضح من العدد الكبير من البحوث العلمية التي أجريت داخل هذه الجامعة في عز جائحة كوفيد-19.
وقال السيد حمينة إن جامعة بني ملال اليوم هي الأولى في مجال البحث على المستوى الوطني، والسابعة في جميع التخصصات، والرابعة في مجال الرياضيات، مشيرا إلى أن تنظيم مثل هذه الفعاليات سيعزز هذا التوجه ، ويعطي إشعاعا أكبر لهذه الجامعة والمؤسسات الجامعية التابعة لها. وأشاد رئيس الجامعة باللجنة المنظمة لهذا الحدث الهام وبمحوره الذي يتناسب تماما مع خصوصيات جهة بني ملال-خينفرة، باعتبارها جهة فلاحية بامتياز.
من جانبه، أوضح عميد كلية العلوم والتقنيات ببني ملال، سعيد الملياني، أن الكلية تدرك أهمية الرهانات والتحديات التي يواجهها القطاع الفلاحي، ولهذا السبب حرصت على تنظيم هذا الحدث العلمي لتقييم الابتكارات التكنولوجية في المجال الفلاحي، والحفاظ على البيئة من ناحية ، ومن ناحية أخرى ، التفاعل وتبادل الآراء والمعلومات بين الهيئات والمؤسسات المعنية بالتنمية والمهنيين ، والوقوف عند انتظاراتهم المتعلقة بالبحث في هذا المجال
وأشار السيد ملياني إلى أن الفلاحة تشكل إحدى القطاعات الأساسية للاقتصاد المغربي على المستويين الجهوي والوطني، حيث تساهم بنسبة 15 في المائة في الناتج الداخلي الخام الإجمالي، وتوفر 40 في المائة من فرص الشغل، مذكرا بأن المغرب أطلق مؤخرا استراتيجية جديدة لتنمية القطاع الفلاحي ” الجيل الأخضر 2020-2030 ” بهدف تعزيز مكاسب التجارب السابقة، وأنه من أجل دعم هذا التحول ، من الضروري تشجيع الجهود في مجال البحث والتنمية لإعادة التفكير في الأساليب والطرق المستخدمة.
من جهته ، قال مدير مختبر البيوتكنولوجيا ببني ملال، عبد المجيد حديوي ، إن هذا اللقاء الذي يندرج في إطار انفتاح جامعة مولاي سليمان على محيطها الاقتصادي، يعكس الأهمية الكبيرة التي توليها الجامعة للبحث العلمي، خاصة في المجالات التي تهم الجهة وتنميتها.
وأوضح أن هذا اللقاء العلمي سيتيح للمشاركين تبادل أفضل الممارسات وأحدث الابتكارات في مجال تطوير الفلاحة المستدامة، وكذلك لعرض خبراتهم في هذا المجال، وإقامة علاقات تعاون جديدة على المستويين الوطني والدولي.
وأضاف أنه سيتم توظيف نتائج هذه البحوث العلمية التي ستقدم في هذا الملتقى لفائدة القطاع الفلاحي والفلاحين، لأن الرهانات الكبرى المطروحة على هذا القطاع الحيوي للاقتصاد الوطني في ظل الآثار السلبية للتغيرات المناخية على الموارد الطبيعية ، تتطلب تعزيز وتطوير البحث العلمي في هذا المجال.
بدوره، أكد الكاتب العام للمعهد الوطني للبحث الزراعي عبد العزيز يسري ، أن موضوع هذا المؤتمر العلمي يمثل أحدى أولويات المعهد لأن تطوير فلاحة مستدامة وقادرة على التكيف في سياق التغيرات المناخية هو محور رئيسي لعمل المعهد ، الذي يدمج موضوع الاستدامة في جميع مشاريعه وأبحاثه.
وأضاف أن مؤسسته ترغب في تطوير محاور تسمح للمغرب بتأكيد استراتيجيته العلمية بشأن الميدان الفلاحي، مشيرا إلى أن هذه المؤسسة منفتحة على جميع أشكال التعاون والشراكات ، خصوصا مع الباحثين والجامعات الوطنية والدولية لتمكين البحث الوطني من تحقيق التميز.
وتتمحور أشغال هذا المؤتمر الدولي حول العديد من الموضوعات ، خصوصا ما يتعلق بالهندسة الوراثية والتكنولوجية الزراعية، ودراسة التنوع الجيني وتحسين الموارد الوراثية للنباتات، والأسمدة الحيوية، ودراسة تلوث التربة الزراعية وإعادة تأهيلها، والإيكولوجية الزراعية وتغير المناخ، والتقنيات الرقمية الحديثة والزراعة الذكية، والصناعات الغذائية والاقتصاد الفلاحي وغيرها.