محمد فرطيط / شبكة جهة بني ملال خنيفرة الإخبارية
لم يعد بإمكان المجلس الجماعي لبني ملال ستر ما يدور في دوراته التي اختار لها الإغلاق و إبعاد الإعلام و المجتمع المدني عما يدور في فلك هذا المجلس ..فالمعارضة كانت اقرب إلى الساكنة و إلى الإعلام و عرت كل نقطة تم التداول فيها و كل ما دار في ثنايا نقاش نقط جدول الأعمال في هذه الدورة المغلقة.
عضوا اليسار الاشتراكي الموحد اللذان اختارا الاصطفاف في المعارضة لقناعات سياسية كانا أول الخارجين إلى الساكنة و الإعلام بعدما كشف بلاغ للحزب أن ميزانية جماعة بني ملال عاصمة جهة بني ملال خنيفرة أصابها العقم حيث لم تكن في مستوى انتظارات الساكنة، ولم تترجم بالملموس الوعود التي قدمتها الأغلبية المسيرة للمجلس للناخبين خلال اقتراع 08 شتنبر الماضي، إذ لم تتم برمجة أية مشاريع تنموية أو أوراش لتهيئة مرافق المدينة وتحسين الخدمات المقدمة للساكنة كالإنارة العمومية والنظافة وتعبيد الطرقات والأزقة والحد من مخاطر الفيضان مؤكدا انه إذا كان الخواء هو السمة الأساسية للميزانية الحالية؛ فإن المجلس بدوره أصبح عبئا على المدينة التي تتخبط في مشاكل لا حصر لها، لكونه عاجزا عن اتخاذ مبادرات لجلب الاستثمارات وابتكار حلول وبدائل قادرة على تنمية وتنويع موارد الجماعة وتوجيهها نحو المشاريع المهيكلة للنهوض بأوضاع المدينة وتحسين مستوى عيش ساكنتها.
الحزب من خلال منتخبيه داخل جماعة بني ملال وضع الإصبع مباشرة على موطن الخلل الناتج أساسا عن تدبير المجلس الجماعي منذ ولايات سابقة و بالرغم من حجم التوصيات الموجهة للمجلس و الداعية إلى تنمية المداخيل و الحرص على استخلاص مستحقاتها لم يتم تحقيق تقدم كبير في هذه العملية ما ترتب عنه تراجع في مداخيل الجماعة و عدم الموازنة خلال تدبير المجلس بين المداخيل و البرمجة ، في وقت لا يجب الابتعاد فيه عن التبريرات المحدودة خاصة ان الرئيس الحالي للمجلس الجماعي لبني ملال كان شاهدا خلال ولايتين متتاليتين عندما كان حركيا على فصول هذا التراجع عندما كان نائبا لرئيس المجلس قبل قضائه لسنة و نصف رئيسا للمجلس في انتخابات جزئية بعد عزل الرئيس السابق .
لا يمكن إنكار أن الساكنة تنتظر ما سيخرجه هذا المجلس الحالي من مشاريع و برامج تنموية في ظل المعاناة التي تعيشها المدينة و التي أثرت سلبا على عدد من الساكنة و بدأت تعود بعاصمة الجهة خطوات إلى القرية الكبيرة ، المشاريع التي باتت تسمى بالمشاريع العالقة و التي سبق و أن تمت برمجتها في إطار تأهيل المدينة ، شوارع غير مكتملة كشارع محمد السادس الممتد على طول ستة كلمترات و تدخلات استنزفت من مالية الجماعة في نهاية الولاية الماضية كوضع حواجز "اينوكسية" في اماكن جعلها عرضة للاتلاف و ضخ اعباء مالية اضافية على ميزانية الجماعة و شارع محمد الخامس التي بقت اطلال سوره الذي لم يكتمل شاهدة على عجز المجلس عن اتمام بنائه و محطة طرقية قديمة تعري الوجه الثاني للمدينة ، و شركة مكلفة بتدبير مطرح النفايات اخرجت ساكنة عدد من الاحياء للاحتجاج بعد تضررهذه الاخيرة من نفايات المطرح و الادخنة المنبعثة منه ، و رغم تراكم ازيد من ستة ملايير سنتيم على الشركة بسبب عدم التزامها ببنود دفتر التحملات ، لم يستخلص المجلس هذا العقوبات المالية المترتبة على الشركة و لم يبادر الى فسخ العقدة لانهاء معاناة الساكنة خاصة ساكنة امغيلة منشأ رئيس المجلس الجماعي لبني ملال ، اضافة الاحكام القضائية التي تراكمت على الجماعة و شلت ميزانيتها..
هي اشكالات كبرى تعيشها الجماعة بدأ رئيس المجلس الجماعي يلوح بها ما يطرح العديد من التساؤلات هل كان مسيرو المجلس الحالي على علم بها منذ الولاية السابقة،ام ان حماس الحملة الانتخابية وجاذبية كرسي الرئاسة اخفت الاكراهات الكبرى لجماعة يفترض فيها ان تضاهي عواصم جهات اخرى بالمملكة .
لن تجدي سياسة التباكي نفعا للمجلس و للساكنة و على المجلس ان يبادر الى صياغة حلول واقعية قادرة على انقاذ المدينة من السكتة القلبية ..