محمد فرطيط / بني ملال نيوز
من المتوقع حسب عدد من الفلاحين أن ترتفع اثمنة عدد من المنتوجات الفلاحية في الفترة القادم نهاية الشهر القادمة و بداية أكتوبر ، و تم إرجاع ذلك إلى حزمة من الاكراهات التي عانى منها القطاع الفلاحي منها سنوات الجفاف و ندرة المياه إضافة إلى غلاء المدخلات الفلاحية كارتفاع اثمنة المحروقات بما لا يتلاءم و قدرة الفلاح المنتج و غلاء الأسمدة الازوتية التي انتقلت من 400 درهم للقنطار لتصل سقف 1500 درهم و الموقف المحتشم للوزارة الوصية تجاه الفلاحين خاصة ما يتعلق بالتخفيف من الأعباء الضريبية و الديون المترتبة على الفلاحين خاصة و أن ثلاث سنوات من الجفاف أزمت وضعية الفلاحين و جعلت فئات كبيرة منهم على حافة الإفلاس .
توقعات باتت كابوسا على المستهلكين في ظل استمرار هذا الوضع و انتظار تبعاته في غضون شهر او شهر و نصف ليظهر العجز و اللاتكافؤ بين العرض و الطلب ما سيدفع الى ارتفاع صاروخي في اثمنة الخضر و الفواكه و زيت الزيتون ، فالجفاف عثر على الفلاحين استغلال أراضيهم في عدد من الزراعات كالخضروات كما اثر أيضا على سلاسل إنتاجية كالزيتون الذي وصل ثمن الكلغ الواحد خلال هذا الأسبوع إلى 12.5 درهم ما سيجعل ثمن اللتر من الزيت متراوحا ما بين 75 و 100 درهم كما ان سلسلة الحوامض و على عكس الرخاء الذي عاشته اثمنتها الموسم الماضي فانه من المتوقع ان تعرف ارتفاعا استثنائيا بسبب الجفاف و عدم قدرة عدد من منتجي الحوامض مسايرة هذه الظروف بسبب نقص المياه و تراجع حقينة السدود ...
هذه الأوضاع لم تستثن قطاعا مهما تساهم به جهة بني ملال خنيفرة بنسبة مهمة في الإنتاج الوطني و هو قطاع تربية المواشي من خلال المساهمة المهمة في إنتاج اللحوم و الحليب في ظل المعاناة المرتبطة بغلاء الأعلاف و حالة الجفاف التي توالت على المنطقة لثلاثة مواسم .
فالقطاع الذي يتفرع عنه مربي الأغنام و المعز بات اصحابه يعيشون ازمة حقيقية بسبب الجفاف رغم تعايشهم مع هذا الوضع لكن الامر ازداد شدة على منتجي اللحوم الحمراء ما ساهم في تقليص عددهم بسبب غلاء اسعار الاعلاف لكن الطامة الكبرى يعيشها الفرع الثالث من هذا القطاع منتجي الحليب حيث يعتبر المنتجون الخاسر الاكبر في هذه السلسلة قلة الماء و تراجع الفرشاة المائية الجوفية و تاثيرها على حقول الفصة و غلاء الاعلاف مؤشرات ستؤثر على انتاج الحليب ما سيؤدي الى ارتفاع صاروخي في اثمنة هذه المادة الاكثر استهلاكا لدى المواطنين الى جانب اثمنة اللحوم الحمراء في وقت ان الحفاظ على القطيع والثروة الحيوانية هي مسؤولية الدولة.
و نبه عبد الله مكاوي عضو بمجلس المستشارين في إحدى اسئلته الشفوية لوزير الفلاحة الى ما ينتظر هذه السلسة من مشاكل باعتبار قطاع تربية المواشي يعيش كارثة حقيقية نجم عنها انخفاض انتاج الحليب ب 50 في المائة مضيفا انه من المتوقع ان لا يجد المغاربة اللحوم الحمراء غذا و انقراض القطيع في المغرب .
يتبع