في
سياق الإجراءات الاستباقية للحد من خطر اندلاع حرائق الغابات تنظم المديرية الجهوية
للوكالة الوطنية للمياه والغابات لجهة بني ملال – خنيفرة بشراكة مع القيادة
الجهوية للوقاية المدنية والسلطات المحلية على مستوى جهة بني ملال خنيفرة اليوم
الوطنيي للتحسيس بمخاطر حرائق الغابات وتجنب أسبابها، ضمن مقاربة
تشاركية لإنجاح هذه الحملات التحسيسية وتطوير ثقافة أخطار حرائق الغابات من أجل التحلي
باليقظة وتجنب الاسباب التي يمكن أن تؤدي إلى نشوب حريق بالغابة خصوصا مع ارتفاع درجات
الحرارة في هذه الفترة من السنة.
وتجدر
الاشارة الى أن جهة بني ملال – خنيفرة تتوفر على غطاء غابوي يمتد على مساحة إجمالية
تقدر ب 830.000 هكتار يتكون من تشكيلات غابوية متنوعة من حيت الاصناف الغابوية
والتي تأتي في مقدمتها شجر البلوط الاخضر الذي يشكل نسبة 58% من الغطاء
الغابوي للجهة متبوعا بالعرعار والصنوبر الحلبي والأرز والبلوط الفليني وأصناف أخرى،
بالإضافة الى التنوع البيولوجي الغني الذي تتميز به الجهة.
ويعتبر
المجال الغابوي فضاءا طبيعيا مفتوحا، ويتعرض لعدة ضغوطات تأثر سلبا على أدواره
الاجتماعية والاقتصادية والبيئية. حيث ينتج عن هذا الضغط زيادة خطر اندلاع
الحرائق، خاصة وأن قابلية اشتعال النار ترتفع خلال فصل الصيف بسبب ارتفاع درجات
الحرارة وانخفاض رطوبة الهواء وشدة الرياح الجافة والساخنة من نوع
"شرقي".
وقد
سجلت جهة بني ملال – خنيفرة خلال سنة 2022 ما مجموعه 45 حريقا أتت على مساحة
إجمالية تقدر ب 335 هكتار، وقد تسبب حريق واحد مهول شب في منطقة القباب التابع
لإقليم خنيفرة بتاريخ 2 غشت 2022 بإحراق مساحة تقدر ب 304 هكتار من شجر البلوط
الاخضر أي بنسبة تفوق 91% من المساحة الاجمالية المتضررة بالجهة، وهو
ما جعل جهة بني ملال – خنيفرة تحتل الرتبة الخامسة على الصعيد الوطني من حيث العدد
والمساحة المتضررة من حرائق الغابات.
ويعزى
هذا الارتفاع في عدد الحرائق وكذلك المساحات المحروقة بهذه الجهة خلال سنة 2022
إلى الظرفية المناخية الصعبة التي تميزت بجفاف وسلسلة موجات حر استثنائية، خاصة في
شهر يوليوز وغشت. حيث تم تسجيل أرقام يمكن وصفها ب "القياسية ".
وعلى
الرغم من النتائج الاستثنائية المسجلة خلال موسم 2022 بالمقارنة
بالسنوات السابقة، فإن سياسة الوقاية من الحرائق ومكافحتها، المعتمدة من طرف جميع الشركاء المعنيين، ساهمت بشكل كبير في التقليل
والحد من الأضرار والخسائر الاجتماعية والبيئية المحتملة.
خلال
الفترة الحالية، ونظرا للجفاف وموجات الحرارة الطويلة المسجلة، ينتظر
ان يتزايد خطر نشوب حرائق الغابات هذا الموسم-2023-. لذلك فقد تم اتخاد جميع
التدابير الاستباقية من طرف الوكالة الوطنية للمياه والغابات وشركاءها
لمواصلة الجهود الرامية إلى تثمين سياسات الوقاية ومكافحة حرائق الغابات.
وفي
هذا الاطار ولأجل تدبير استباقي للحد من حرائق الغابات، تعمل المديرية الجهوية
للوكالة الوطنية للمياه والغابات بجهة بني ملال - خنيفرة مع كل الشركاء على توفير
التجهيزات والوسائل التقنية للحد من اندلاع وانتشار الحرائق بالمنطقة إضافة الى
تعزيز دوريات المراقبة للرصد والانذار المبكر عن طريق تعبأة المراقبين والحراس
الموسميين، وشق وصيانة المسالك الغابوية ومصدات النار بالغابات وكذلك تهيئة نقط
التزود بالماء، وتوفير سيارات للتدخل السريع الاولي تم وضعها في حالة تأهب، فضلا عن
معدات مصالح الوقاية المدنية و باقي المتدخلين.
وبالإضافة إلى ذلك، وقصد تحسين جودة
الوقاية من حرائق الغابات، عززت الوكالة الوطنية للمياه والغابات استخدام التقنيات الجديدة من خلال تطوير نظام معلوماتي
جديد يعتمد على تقنية الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة لإنجاز خريطة لمخاطر
حرائق الغابات من اجل الانذار المبكر.
كما
تعمل المديرية الجهوية للوكالة الوطنية للمياه والغابات بجهة بني ملال - خنيفرة
على إنجاز برنامج سنوي لتوعية وتحسيس السكان ومرتادي الغابة بأخطار وعواقب الحرائق
بدعم من مصالح وزارة الداخلية بالجهة.
وفي الأخير، تحث المديرية الجهوية للوكالة
الوطنية للمياه والغابات مرتادي المجالات الغابوية على توخي اليقظة والحذر وتفادي
أي نشاط قد يسبب في اندلاع الحريق والإبلاغ على الفور في حال رصد اي دخان أو سلوك
مشبوه لتفادي اندلاع الحرائق والتي تتجلى فيما يلي:
• تجنب إشعال الأعشاب الجافة بالقرب من الغابات
•عدم رمي المخلّفات الزجاجية أو المواد القابلة للاشتعال
• الامتناع عن رمي أعقاب السجائر من نافذة السيارة أثناء
القيادة أو في المساحات الحرجية المفتوحة
•التأكد
من اخماد نار الشواء والطهي في مواقع التنزه وأثناء التخييم في
المساحات الخضراء