أكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي والإبتكار، عبد اللطيف ميراوي،يوم أمس الأربعاء بالرباط، أن الدخول الجامعي 2024-2023 سيشكل نقطة انطلاق لمجموعة من الأوراش المهيكلة المندرجة ضمن تفعيل المخطط الوطني لتسريع تحول منظومة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار.
وأوضح السيد ميراوي خلال ندوة صحفية خصصت لاستعراض أهم مستجدات الدخول الجامعي الجديد، أن هذه الأوراش المهيكلة تتعلق بإرساء نموذج بيداغوجي جديد، والنهوض بالبحث العلمي والابتكار بالإضافة إلى تعزيز حكامة المنظومة.
وأبرز الوزير أن العدد الإجمالي للطلبة برسم السنة الجامعية 2023-2024، ارتفع بنسبة 6.8 في المائة ليناهز 1,3 مليون طالب، أي بزائد 3 في المائة مقارنة بالسنة الماضية، 94 في المائة منهم بالقطاع العمومي.
وأشار إلى ارتفاع عدد الطلبة بالمؤسسات ذات الولوج المحدود لمواكبة بعض الأوراش ذات الأولوية من بينها برنامج تكوين المهندسين والأطر الإدارية والتقنية، وبرنامج تكوين 10 آلاف أخصائي اجتماعي.
وأضاف الوزير أن هذا الموسم سيعرف مجموعة من المستجدات، بهدف التفاعل مع سوق الشغل ومع الفاعلين السوسيو اقتصاديين ولتعزيز دور الجامعة، أبرزها تطوير وتنويع مسالك التكوين بسلك الإجازة، ليصل مجموع المسالك المعتمدة إلى 1037 مسلكا خلال هذا الموسم مقابل 570 مسلكا خلال الموسم الماضي، وإحداث 924 اجازة جديدة و113 مسلك تميز.
وأكد المسؤول الحكومي اعتماد آلية جديدة في تنظيم استقبال وتسجيل الطلبة تمكنهم من الحصول في وقت وجيز على الوثائق المتعلقة بهم.
ويعد النموذج البيداغوجي الجديد أحد أهم أوجه الإصلاح الجامعي خلال هذا موسم 2023-2024، إذ أكد السيد ميراوي أنه سيتم تنزيل الهندسة البيداغوجية لسلك الإجازة استنادا إلى دفتر الضوابط البيداغوجية الوطنية، وذلك عبر إدراج مجموعة من الإجراءات المبتكرة التي تهم على وجه الخصوص إرساء تكوينات وفق مسارات منسجمة، وإدراج مهارات القوة من أجل تعزيز الكفاءات الأفقية والرقمية للطلبة، واعتماد الإشهاد في اللغات الأجنبية، واعتماد نظام الأرصدة القياسية بالإضافة إلى مأسسة برامج الحركية الوطنية والدولية.
كما سيتم إدماج الأنشطة الموازية، كالأنشطة الثقافية والرياضية والعمل التطوعي في برامج التكوين، مع اعتماد ملحق للشهادة الجامعية كوثيقة مصاحبة لها.
وأشار ميراوي إلى إطلاق “مسارات التميز” ابتداء من باك+2 بمؤسسات التعليم العالي ذات الولوج المفتوح، من خلال إحداث 63 مركزا للتميز، مؤكدا أن هذه المراكز عرفت إقبالا كبيرا من طرف الطلبة بالنظر إلى عدد الترشيحات المقدمة إلى حدود الساعة، والتي وصلت إلى ما يقارب 66 ألف مرشيح مقابل عرض يشمل 18 ألف و370 مقعدا بيداغوجيا.
وأكد الوزير أنه تم تفعيل مجموعة من التدابير في ما يتعلق بالنهوض بالبحث العلمي والابتكار وملاءمتهما للأولويات التنموية الوطنية أهمها إطلاق برنامج طموح لتكوين 1000 طالب دكتوراه من الجيل الجديد، تسند إليهم، إضافة إلى إنجاز البحوث العلمية، مهام التأطير البيداغوجي مقابل منحة شهرية صافية في حدود 7000 درهم.
وتشمل هذه التدابير أيضا إحداث ثلاث معاهد موضوعاتية للبحث في مجالات ذات أولوية كالماء والبيوتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، وإحداث ثلاث مدن إضافية للابتكار ليصل عددها إلى تسع مدن، وهو ما سيساهم في تثمين نتائج البحث العلمي.
وسيشهد الموسم الجامعي الجديد، بحسب الوزير، أيضا، إطلاق مشاريع ذات صلة بتسريع التحول الرقمي لقطاع التعليم العالي، من خلال تفعيل منصات رقمية جديدة، إضافة إلى منصات أخرى ذات الصلة تهم مثلا تدبير المسار الأكاديمي للطلبة، ومعادلة الشهادات.
وسجل الوزير أنه سيتم الرفع من عرض الخدمات الجامعية الاجتماعية من خلال تعزيز الطاقة الاستيعابية للأحياء الجامعية بـ5520 سريرا إضافيا، وتوسيع قاعدة الطلبة المنخرطين بالتأمين الإجباري على المرض ليصل إلى 600 ألف منخرط خلال هذه السنة.